عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الصين في بيتي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 14:48

 

ِالصين فى بيتى


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أصرت زوجتى ، عليها رحمة الله ، أن نزور المعرض التجارى المصغر الذى يقام فى أحد النوادى ويشترك فيه عدد لا بأس به من المحلات المتنوعة ، التى تبدأ من بيع الملابس وتنتهى ببيع التوابل . ورحنا نتجول فى أجزاء المعرض فنجد شبابا يعرضون المنتجات بكفاءة وحيوية وذوق . ومما لفت نظرى تواجد عدد من البائعات الصينيات بجوار المنتجات الصينية التى تخطف الأبصار ، وتتراوح بين ساعات الحائط ، والزهور الصناعية ، والمفارش ، والتحف الصغيرة والجميلة مثل البيض الرخامى الملون ، أو أكواب القهوة المزركشة . وفى الجولة الأولى للمعرض ، وجدتنى مدفوعا لشراء بعض هذه المنتجات أولا لجمال صنعها ، وثانيا لرخص ثمنها . والعجيب أن البائعة الصينية ، التى أصبحت تعرف الأرقام العربية جيدا ، وبعض الكلمات المكسورة ، تستطيع أن تفاصل معك ، وتقنعك بالشراء ، وأحيانا ما تتنازل عن السعر المقدم لكى تعطيك السلعة بالسعر الذى تحدده أنت فتمضى وأنت مبسوط . وفى الجولة الثانية بالمعرض المصغر وجدتنى أشترى أيضا بعض المنتجات الصينية ، وأكاد أؤكد أننى لو قمت بجولة ثالثة فإننى كنت سأشترى أيضا بضاعة صينية !
وعندما رجعت إلى المنزل ، وجدتنى أفكر فى شطارة الصينيين ، وكيف أنهم فهموا واستوعبوا السوق المصرى ، كما عرفوا جيدا احتياجات الإنسان المصرى وراحوا يقدمونها له بهذا الشكل الجذاب والرخيص الثمن . ولفت نظرى شئ هام ، وهو أنهم يعرضون بضاعة قليلة جدا ، ولكنها لا تكاد تنتهى .. والسر فى ذلك أنهم لا يكدسون المعروض أمام الزبون ، وإنما يكتفون بعرض القليل الذى يجعلك تسرع بشرائها ، وبعد أن تمضى يخرجون غيرها من صناديقهم !
فى المنزل ، رحت أتأمل سقف الحجرة ، فوجدت أن النجفة الكريستال التى اشتريناها هى صينية الصنع . وبجوارى كان الكاسيت من صنع الصين . وعلى الحائط بعض اللوحات المصنوعة من العاج هى أيضا صينية . وعندما قدمت لى زوجتى كوب شاى على صينية من السانستيل الذى لا يصدأ إذا بها مكتوب عليها من الخلف صنع الصين ، ولم أتمالك نفسى ، فأخرجت سيجارة ، ونادرا ما أفعل ذلك ، وعندما أمسكت بالولاعة الأنيقة لكى أشعلها وجدت اسم الصين منقوشا عليها .. وحين أبديت هذه الملاحظة لزوجتى لم تندهش كثيرا مثلى ، وقالت لى بكل بساطة : ولماذا تذهب بعيدا .. طيب ما كل الجلاليب التى تلبسها من صنع الصين . وبصراحة إنها لا تكرمش مثل القماش المصرى !
يا خبر ! بدأ اسم الصين ، بالعربى والأجنبى يصيبنى بعقدة من كل ما حولى ، وكلما اقتربت من شئ فى المنزل أو استخدمته وجدت الاسم موجودا على ظهره ، حتى فرشاة الأسنان ، وفرشاة الحلاقة ، ومعجون تلميع الأحذية .. وبدأ احساسى بالإعجاب بالصناعة الصينية يتحول إلى غضب من الصناعة المصرية : أين هى ؟ ولماذا تراجعت ؟ وكيف السبيل إلى نهوضها من جديد ؟
وعندما سألت بعض المتخصصين أجابونى بأعصاب باردة : أصل الصين دى حاجة تانية . يعنى أيه ؟ إن كل بيت فيها عبارة عن مصنع ، وكل مصنع صغير يمكن أن تصدر منتجاته إلى الخارج بدون تعقيدات جمركية . وكل إنسان صينى يغادر بلاده يمكنه أن يحمل فى حقيبته بعض المنتجات التى يبيعها بالعملات المختلفة ، التى تتحول بعد ذلك إلى دولار يعود مرة أخرى إلى الصين ..
صممت أن أكتب عن هذا الموضوع الذى أرقنى طويلا ، وعندما أمسكت بالقلم الجاف ، وبدأت الكتابة به ، وجدته أيضا من صنع الصين !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy