الحلقة السابعة
خرج التمساح من البركة
تمدد على صخرة مجاورة
راح يستمتع بأشعة الشمس الدافئة
وقد فتح فكّيه على نحو ثابت
وظلت عيناه فى مكانهما ،
نصف مغمضتين
أخذت الطيور تتحرك حوله
وبعضها تحط على ظهره
وبعضها الآخر تنظف من العوالق جلده
حتى اقترب منه طائر كبير الحجم
وحاول أن يعبر بين فكّيه
فوجئ بهما ينطبقان عليه
بوزن صخرة جبلية
وأسنان لا تفلت ما تمسك به
وفى أقل من لمح البصر
أصبح الطائر كله فى جوفه
بينما عاد التمساح كما كان ..
ينعم بأشعة الشمس الدافئة
ـــــــــــــــــ
فى الغابة
نظام وحشى ، لكنه مستقر
وهو يسير على وتيرة واحدة
فالأسد ينام معظم اليوم
وزوجاته هى التى تقوم بالاصطياد
ولا تأكل إلا إذا شبع هو
وكل مجموعة أسود تكوّن عشيرة
ولها مكان مخصص لا يقترب منه
مفترس آخر
باستثناء واحد
الضباع ذات الأفكاك القوية
التى تكسر العظام وتفتتها
وهى التى تؤرق حياة الأسود
فعندما تشم رائحة فريسة اصطادتها الأسود
تتجمع حولها ..
وتظل تدور وتصرخ ،
ثم تخطف ما تستطيع منها
وحين ترى الأسود تكالبها العنيف
على الفريسة .. تتركها لها مضطرة
وتمضى لاصطياد فريسة أخرى !
ــــــــــــــــــ
على الرغم من امتلاء الغابة
بالوحوش المفترسة
التى تعيش على اصطياد
الحيوانات الأضعف ، وخنقها ،
ثم تمزيق جلودها ، ونهش لحومها ..
فإن الغابة تضم أيضا
العديد من الطيور الجميلة ،
والملونة ، والصغيرة
التى تظل طوال الوقت
تتطاير وتتغنى بين أغصان الشجر
وكثيرا ما تنظر إلى أرض الغابة
وتشاهد عمليات القنص التى تجرى فيها
وأحيانا ما تقوم بإنذار
بعض الحيوانات الغافلة
من هجوم المفترسات عليها ،
فتفسد تخطيطها ..
لكن هل هذه الطيور بمنجاة من الخطر ؟
كلا ..
فهناك الصقور التى تتربص بها
والثعابين التى تزحف داخل أعشاشها
والخلاصة أنه لا يوجد فى الغابة
حيوان أو طائر آمن على نفسه ..
ــــــــــــــــــــ
فى جو القوة المطلقة
الذى يسيطر على الغابة
هناك حيوانات ــ مثل الثعلب ــ
أضعف من أن تواجه الكبار
أو تنافسها
لذلك فإنها تلجأ إلى الحيلة
والمكر والخداع والاختباء
والتمويه ..
فحين يقع الثعلب بين أنياب ذئب كاسر
يظهر (التماوت)
فيوقف تنفسه ،
ويتمدد على ظهره كالقتيل
وعندما يغادره الذئب
ينهض من موتته المصطنعة
وينطلق بعيدا فى الجرى ..
وحين يسعى الثعلب
لسرقة بعض البيض من عش طائر
فإنه لا يتجه إليه مباشرة
وإنما يظل يدور حوله
حتى يتأكد من عدم وجود الأب والأم
ثم يهجم على العش ويسرق البيض !
ــــــــــــــــــ
تقابل أرنبان فى ركن من الغابة
سأل الأول :
ــ كيف حالك؟
ــ زفت
ــ لماذا ؟
ــ أنا لا أكاد أخرج من الجحر
حتى أجد من يهم بالتهامى
ــ قد يكون هذا فى النهار ،
فلماذا لا تخرج بالليل ؟
ــ نفس الشىء فى الليل
فالبومة لا تصطاد إلا فيه
ــ وماذا يفعل الأولاد ؟
ــ أنصحهم بالخروج فى السر
وأن يكتفوا بالعشب الجاف
وهذ ما اثّر على صحتهم
ــ والله ، لقد أحزنتنى أخبارك
ــ والأسوأ من كل ذلك
أن الثعابين الشريرة تنشط بالليل
وهى تزحف داخل الجحر
فتسمم الصغار ثم تبتلعهم
ــ كان الله فى عونك
ــ وفى عونك أيضا ،
أيها الأرنب الطيب
ـــــــــــــــــــ
من عادة الفيلة
أن تعيش فى قطيع
لكن ثلاثة من شبابه
قرروا مغادرته ،
والذهاب إلى أقرب قرية فى الهند
ليعملوا فى جر الأخشاب
والمشاركة فى الحفلات ..
وعندما سألتهم الفيلة ــ الأم
ــ لماذا تتركون الحرية فى الغابة ،
وتضعون أنفسكم فى خدمة البشر ؟
قالوا لها :
ــ لقد سئمنا البحث عن العشب ،
كما أن الناس بدأوا يقطعون
أشجار الغابة التى كنا نقتات من أغصانها
ــ لكنهم سيضعون السلاسل فى أقدامكم !
ــ لا يهم ، فهى تدلهم على مكاننا
كما أن أصواتها تعجبنا ..
ــ أقسم إننى لم أر فى حياتى الطويلة
فيلة أحمق منكم !
لم يعيروا كلامها اهتماما
وقال أصغرهم :
ــ إن أمنا ــ الفيلة لا تعرف أن الحظ
قد يحالفنا .. فنعمل فى السيرك !
ـــــــــــــــ
 |
