عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحلقة السادسة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 13:36


الحلقة السادسة

 


رنّ جرس التليفون

ردت الجدة العجوز

قيل لها

ــ إن مدفنكم قد اقتحمته أسرة أخرى

وعلى الفور ، استصرخت كل أفراد الأسرة

الرجال والنساء والشباب والأطفال ..

انطلقوا جميعا إلى المدافن

كانوا على استعداد للتضحية بحياتهم

من أجل المدفن الذى كان قد اشتراه جدهم

فوجئوا بأن الأسرة المعتدية

معها عقد شراء من نفس البائع

اشتبك الشباب من كلا الطرفين

وانهمك الكبار فى إعادة قراءة العقد

كان الجو حارا

وأشعة الشمس تحرق الرؤوس

وأشار عليهم حراس المقابر

بالانتقال إلى مكان آخر يظلهم

وهناك هدأت النفوس قليلا

واتفقوا على تقاسم المدفن

لكل أسرة فتحة لموتاها ..

وزعت زجاجات المياه المعدنية

وتبادلوا أرقام التليفونات

وجلسوا يتضاحكون ،

وهم يتلقون الفطير والتمر

الذى يوزعه زائرو المقابر !


ـــــــــــــــــــــ


بعد حوالى خمس سنوات

فاجأته بزيارة له فى مكان عمله

فرح أولا برؤيتها ، لكن أكثر ما ضايقه

أنها راحت تعرّفه بنفسها

كيف ، وهى التى كانت تملأ حياته ،

وتشغل تفكيره ،

وحولها تدور كل مخططاته

أخذ ينظر إليها وهى تتكلم ..

أخفى الحجاب شعرها الذى

كان يستدير حول وجهها كهالة القمر

وكان فمها صغيرا

فأصبح أكثر اتساعا

ولاحظ كفيها

فوجد العروق قد نفرت فيهما

حمد الله لأنه لم يتزوجها

وإلا لكان فى مثل هذا الوضع

يتطلع إلى نساء أخريات

سألها عن سبب الزيارة

أخبرته أنها تمر بأزمة مالية

وقد تراكم عليها لشركة المياه مبلغ كبير

أسرع بإخراج كل ما فى جيبه ،

وقدمه إليها

مع أنه لا يكاد يبلغ عشرالمبلغ المطلوب

كان يرجو أن تنتهى المقابلة

فى أسرع وقت ممكن


ـــــــــــــــــــــ


صعدت إلى السطح

لتنشر الغسيل

كان الوقت ظهرا

والشمس حارقة

وحين نظرت إلى الجوار

لم تجد أحدا فى الأسطح الأخرى

جلست فى ظل ملاءة بيضاء

وراح النوم يداعب جفونها

فقد ظلت طوال الليل قلقة ومتيقظة

تفكر فى حال ابنتها ..

البنت مخطوبة لولد طيب

ولديه شقة جاهزة

وأسرته ميسورة الحال

لكن البنت عنيدة

وقلبها مشغول بابن الجيران

وهو ولد صايع ، ولا مستقبل له

كما أن عائلته كثيرة المشاكل

وهى لن تلقى بابنتها فى جحيمهم !

اتجهت للسماء وراحت تدعو

صعد ابنها الصغير يناديها

لتستقبل خطيب ابنتها

ــ إمال أختك فين ؟

ــ تركتهما يتحدثان مع بعضهما فى الصالون

حمدت الله ، ونزلت بهدوء


ــــــــــــــــــــــــ


الأستاذ صبرى

أحيل إلى المعاش وهو مدير الحسابات ،

فى المصلحة التى عمل فيها طوال عمره

كان نموذجا للموظف الملتزم

فلا تأخير عن المواعيد

ولا أعذار مرضية

ولا أجازات

كما أنه لم يأخذ أبدا

اى سلفة على المرتب

ولأنه كان مطيعا لرؤسائه

فقد كتبوا عنه تقارير ممتازة

صحيح أنهم تخطّوه مرارا فى الترقية

إلا أنه فاز بالمنصب بعد الثامنة والخمسين

فى بيته ..

أحسن رعاية أبنائه

وكان طوع إرادة زوجته

فهى التى تستلم منه المرتب والمكافآت

وتتحكم فى تسيير أمور المنزل

بما فى ذلك استقبال الضيوف

وإقامة الولائم لبعضهم

وهذا ما أراح الأستاذ صبرى كثيرا

فكان دائما خالى البال ، وهادئا

وكان الأقارب والجيران يقولون عنه

إنه رجل طيب ، وفى حاله

أما الكارثة ،

فقد وقعت عندما مرضت الزوجة

وتطور المرض ، فتم حجزها فى المستشفى

اختل نظام البيت

ولم يعد أحد يعرف كيف يتصرف

أو يحصل على ما يريد


ــــــــــــــــــ


لأنه كان أصغرأصدقائه جسما

فقد كانوا يتجاوزونه

عند تشكيل فرق الكرة الشراب

وكثيرا ما كانوا يكلفونه

بحراسة أشيائهم

الأمر الذى كان يحزنه بشدة

حين شكا لأمه ، احتضنته واعدة

أن تحل هذه المشكلة

ــ كيف ؟ وهل ستتحدثين معهم ؟

ــ كلا ، لكننى سأجعلهم يشركونك

فى كل ألعابهم ..

لم يكن واثقا تماما من وعدها

واعتبر ذلك من فرط حبها له

أما هى فقد راحت تصنع كرة شراب

من مختلف الجوارب القديمة لأبيه

حتى اكتملت استدارتها

وأصبحت مطمحا للأولاد

حين أخذها معه ونزل إلى الحارة

تجمع أصدقاؤه الكبار

وراحوا يجربون اللعب بها

وعندما قرروا تشكل فريقين متنافسين

صار كل فريق

يطالب بأن يكون صاحب الكرة

ضمن فريقه !


ــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 30 أغسطس 2019 13:39