عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحلقة الخامسة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 13:35


الحلقة الخامسة

 


خرج من شقته

بعد أن أقام فيها لعدة أيام متتالية

دون أن يزوره أحد من أقاربه

أو يتلفن له صديق

كان يعيش وحدة قاتلة

وتراكم عليه الإحباط

فقرر الذهاب إلى السينما

أو التجول فى إحدى الحدائق

لكنه عاد فأحجم عن ذلك

ووجد نفسه يتوجه إلى محطة السكة الحديد !

جلس فى الكافتيريا

وطلب كوب شاى

وراح يتأمل وجوه المسافرين والقادمين

كل منهم مشغول بحاله ،

بل مهموم

وفى يده شنطة ، أو لفّة بلاستيك،

أو بعض الجرائد

لم يجد أيا منهم يضحك أو يبتسم

كما لم يلاحظ أن أحدا منهم

يتحدث مع جاره

أراحه هذا المنظر كثيرا

فنهض عائدا إلى شقته

وقد ذهب بعض ما كان يثقل عليه !


ـــــــــــــــــــــ


المصائب لا تأتى فرادى ..

توفيت أمه

وبعد شهر واحد ، توفى والده

وقبل أسبوع فقط ، قتل صديقه الحميم ،

فى حادث سيارة

كان متعودا ــ عند اشتداد الحزن عليه ــ

أن يذهب إلى كورنيش النيل

ويجلس على أحد المقاعد الرخامية

ملقيا بهمومه فى مياهه الجارية

حتى تهدأ نفسه ، فيعود إلى منزله

أما هذه المرة ..

فلم يجد الراحة

ولا أحس بالهدوء

لكن عينيه بدأتا تدمعان

ثم علا صوت نشيج بكائه

فحاول إخفاءه عن المارة

وحين سقط الليل

تحامل على نفسه ، ونهض متثاقلا

وفى حلقه مزيج من الملح والمرارة !


ـــــــــــــــــــــــــــــ


الدنيا حر ..

و الجو فى حجرة الصالون خانق

ورغم وجود مروحة تصدر صوتا خشنا

فإن الهواء كان ساخنا

وجاء المأذون

ففتح الدفتر، وألقى خطبة قصيرة

وكانت الأسرتان متفقتين تماما على الطلاق

ولم تكن هناك أى محاولة للإصلاح

حين انتهت المراسم الكئيبة

أطلقت الزوجة زغرودة

اندهش لها الحاضرون

وأطل الجيران يتساءلون

بينما ظل الأطفال

يلعبون فى الصالة ..


ــــــــــــــــــــ


رآها تلك الليلة فى الحلم

حلم واضح ومحدد

كانت كعادتها جميلة ،

لكنها حزينة

وجد نفسه يقول لها معاتبا :

ــ لماذا تسرعت بالزواج منه ؟

ــ لأنك لم تتقدم

ــ كيف كنت أتقدم ، وأنا بدون وظيفة ؟

ــ الوظيفة كانت ستأتى ، لوأنك كنت جادا

ــ أرجوك لا تذكرى عدم جديتى

فأنا قد أحببتك ، وما زلت أحبك

سكتت لحظة وسألته :

ــ ولماذا لم تتزوج حتى الآن ؟

ــ لأننى لا أتصور أن أعيش مع واحدة غيرك

سكتت مرة أخرى ، ثم قالت :

ــ أنت لا تعرف مدى عذابى ،

وكيف تحملت ؟!

ــ إذن اتركيه ، وتعالى نتزوج

ــ والأولاد ؟

.. ..

وهنا بدأ الحلم يتلاشى

فصحا من النوم

وتناول إفطاره

وذهب إلى عمله

وظل يتحدث مع زملائه فى أمور كثيرة

دون أن يذكر لأى منهم شيئا

عما رآه فى الحلم


ـــــــــــــــــــــ


ظهرت نتيجة الثانوية العامة

كانت صادمة

فلم يحصل ابنه على المجموع

الذى يؤهله لدخول إحدى كليات القمة

كما كانت الأسرة كلها تتوقع ..

حاولت الزوجة تهدئته

لكنه ظل صامتا وقرر النزول لأصحابه

على القهوة

قال أحدهم :

ــ لماذا أنت حزين هكذا ؟

إن معظم الأولاد لم يحصلوا على مجموع

ــ ومن يدرى ، فلعله ينجح ويتفوق

فى كلية أخرى

ــ يا عم .. وماذ أصبحت الشهادات تفيد

فى هذا العصر ؟!

ــ وحياتك .. المهن اليدوية

مكسبها أكتر من أى وظيفة بشهادة !

.. .. ..

ومع أنه كان مقتنعا بكل ما قالوه

فقد بلع ريقه، وقال

ــ عموما لقد عملنا كل ما علينا

ولا راد لقضاء الله .


ــــــــــــــــــــ


وقف الحبيبان على كونيش النيل

أما هى فراحت تنظر فى مائه الجارى

واهتم هو بالنظر إلى خصلات شعرها

الذى يداعبها نسيم العصر

كانت متأكدة من حبه لها

لكن ماذا تفعل

وهو غير قادر عل تقديم شبكة

أو تجميع مهر ،

أو توفير شقة ؟

أهلها يلحّون عليها فى اختيار

أحد خطّابها الجاهزين

وهى ترفض ، وتتلكّأ ، وتعتذر

لأسباب واهية

لكن إلى متى تستمر فى ذلك ؟

وكل قريباتها وصديقاتها قد خطبن ،

أو تزوجن ، وأنجبن ..

وهو مازال يحدثها

عن أحاسيسه ، ومشاعره ؟!


ـــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 30 أغسطس 2019 13:45