الحلقة الثالثة
جلست الأسرة على الطبلية
لتناول العشاء
الأب والأم والأبناء الثلاثة
كان الطعام يتكون أساسا
من البصل المشوى
والكرّات
وبعض الخبز المبلول بالماء
والغريب أن أحدا منهم لم يتذمر
كما أنهم جميعا كانوا يأكلون بشهية
ـــــــــــــــــ
راح يتجول فى المول الضخم
دون أن يجرؤ على دخول أى محل
بل كان يكتفى بتأمل الواجهات
ويتحقق من أسعار المعروضات
وبعد أن تعبت قدماه من المشى
جلس على أحد المقاعد الرخامية
وراح يبل ريقه من زجاجة مياه معدنية
ــــــــــــــــــ
وقف فى محل طيور ملونة
وسأل البائع :
ــ هل هذا البغبغان يتكلم ؟
ــ أجل ، ويغنى أيضا ..
دار حوله عدة دورات
ثم مدّ يده ليربت عليه
فوجئ به يعضه بشدة فى إصبعه
صرخ من الألم
وغادر المحل دون أن يلتفت خلفه !
ــــــــــــــــ
عايش كل مراحل مرض صديقه
خلال ذروته .. حتى وفاته
وكثيرا ما نصحه بالتوقف عن الشيشة
فلم يستمع لنصائحه
وها هم الأطباء يؤكدون أن سبب الوفاة
يرجع إلى الإفرط فى تدخينها
جلس على مقهاه االمعتاد
يفكر فى مصير صديقه المسكين ،
وهو يشرب فنجان القهوة السادة
ويدخن سيجارته المفضلة
ــــــــــــــــــــ
بعد أن رفضت عرضه بالزواج منها
بدأ يشعر بالارتياح ، ثم بالسعادة
فحين أعاد النظر فى تصرفاتها
وجد أنها لم تكن تصلح له
متعنتة ، ومتعالية ،
وتهتم كثيرا بكلام الناس ..
أى أنها على النقيض تماما من طبيعته
حين حدثته بعد فترة فى التليفون
وجد نفسه يقول لها :
ــ هل تعلمين .. لقد كان من الأفضل لنا
أن نظل هكذا أصدقاء !
ـــــــــــــــــ
تشاجرتْ مع أختها الكبرى
حول من ينشر الغسيل فى البلكونة
غضبت أمها منها
خرجت مجبرة
راحت تعلق الغسيل على الحبل
وعيناها تدمعان
شاهدها بالمصادفة صديق جارهم
صمم على خطبتها
تم الزواج فى أقل من شهر
كانت كلما زارت بيتها القديم
تذكرت اللحظة التى غيّرت
مسار حياتها .
ــــــــــــــــــــــــ
جلس الأصدقاء الثلاثة على المقهى
وفى لحظة صفاء كامل
أقسموا أن شيئا مهما كان
لن ينال من صداقتهم باستثناء الموت
بعد عام واحد
هاجر أولهم إلى الخارج وانقطعت أخباره
وتورط الثانى فى جريمة
فدخل السجن لعدة سنوات
أما الثالث ، فقد ظل وفيا لذكراهما
حتى بدأ ينسى
واستغرقته هموم الحياة !
ـــــــــــــــــــــ
 |
