عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحلقة الأولى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 13:26


الحلقة الأولى

 

وضعت فوق رأسها (الكرمبة)

وأمسكت فى يدها اليمنى كيس الخضرة

وفى اليسرى زجاجة زيت

بينما تشبثت صغيرتها بطرف جلبابها

الذى انمحت منه الألوان

التى كانت تزينه أيام كان جديدا


ــــــــــــــــــــ


بعد أن رمى الشبكة فى النهر

جلس فى القارب يدخّن

ساعة ، ساعتين ..

وعندما جذبها

وجد فيها الكثير من الطحالب

وبعض الأسماك الصغيرة جدا

والتى كانت تلمع كالفضة

تحت أشعة الشمس


ــــــــــــــــــ


على ناصية الشارع

مرت عليه الكثير من الأحذية

التى قام بتلميعها

وفى نهاية اليوم

فتح صندوق النقود

فلم يجد فيه سوى القليل من المال

الذى بالكاد يكفى عشاءه


ــــــــــــــــــ


البواب..

نظّم أمور معيشته مع أسرته

بالستمائة جنيه التى يتقاضاها كل أول شهر

أما الزيادة فكانت تأتى من غسيل السيارات

وشراء احتياجات السكان

وفى ذلك اليوم الصيفى الطويل

لم تكن هناك سيارات

كما كان السكان كلهم فى المصيف


ــــــــــــــــــ


بعد الحصول على الدبلوم

لم يجد أى وظيفة مناسبة

سوى أن يغسل الأطباق

لدى بائع فول على الرصيف

البائع كان يكسب كثيرا

لكنه لا يعطيه فى نهاية اليوم

سوى بعض القروش

أما أفضل ما فى الوظيفة

فكان طبق الفول والرغيفين

الذى يتناوله صباح كل يوم


ـــــــــــــــ


حول مقصف المدرسة

تزاحم الأولاد والبنات

يشترون ما يرغبون فيه

أما هى .. فكانت تنظر إليهم

وليس فى جيبها نصف جنيه

تشترى به ما تريد ..


ــــــــــــــــ


حين بدأت الجنازة تتحرك

انضم إليها المخلصون للمتوفى

وتسرب منها بعد قليل أنصاف المخلصين

وعندما دخلت الجنازة إلى المدافن

ازداد العدد على نحو ملحوظ

بالمقرئين ، وحراس المدافن ، والشحاذين


ـــــــــــــــــــــ


غاب عن الوطن عشرة أعوام كاملة

وحين خرج من باب المطار

لم يكن فى استقباله أحد ممن يعرفهم

فقد مات كل أقاربه

وتفرق باقى أصدقائه

ولم يعدْ يواسيه

سوى دفتر الشيكات

الذى يمتلئ بعدة آلاف من الدولارات


ـــــــــــــــــــــــ


بنت الجيران الوديعة

وقع فى حبها من أول نظرة

وظل يهيم بها طوال سنوات المراهقة

وقبل أن يصارح أمه فى طلبها له

سمع أن عريسا جاهزا جاء

فخطبها ، وتزوجها ،

وسافر بها إلى مدينة أخرى


ــــــــــــــــــــ


انسدت جميع الطرق فى وجهه

وفى مكان منعزل بين الحقول

جلس على شريط السكة الحديد

مصمما هذه المرة على الانتحار

وفجأة سمع أزيز القطارعلى القضبان

ولمح عصفورين يتناجيان بحب

على أسلاك التليفونات

أحس أن الحياة ليست هيّنة ،

حتى يقضى عليها بهذا الشكل

وأن الأمر يستحق محاولة أخرى ..


ـــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 30 أغسطس 2019 13:46