عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
إكرام الميت صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:55

 

إكرام الميت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموت حق . وكل منا سوف يموت فى يوم محدد ، ومكان محدد ، قدّره الله تعالى منذ الأزل . بعضنا يموت على فراشه ، وبين أهله ، وبعضنا يموت وحيدا فى الغربة . وبعضنا يموت فى الشارع ، بل منا من يموت وهو جالس أمام مكتبه ، أو على مقود السيارة . وبالطبع هناك من يموت فى المستشفى ، بعد قضاء فترة مرض وعلاج .
أما إذا توفى الشخص فى مستشفى حكومى فلا توجد مشكلة على الإطلاق . تتخذ الإجراءات ، وتقوم الأسرة باستلام الجثمان تمهيدا لدفنه . ولكن إذا توفى مريض فى مستشفى استثمارى ، فلابد من إجراء حاسم ، يتمثل فى ضرورة أن تدفع الأسرة قبل استلام الجثة كل تكاليف العلاج وأتعاب المستشفى . فإذا كانت أسرة المريض المتوفى قادرة سارت الأمور بهدوء ، أما المشكلة التى أريد أن أتحدث عنها هنا ، فهى عندما لا تستطيع أسرة المريض المتوفى أن تدفع باقى فاتورة العلاج بالمستشفى .
الذى يحدث فى تلك الحالة أن المستشفى الاستثمارى يحجز الجثة لديه ، ولا يسلمها إلا إذا تم الدفع . وهنا تثار عدة أسئلة واعتبارات : هل يصح حجز جثة إنسان متوفى ، ومنعها من الدفن ، حتى تقوم أسرته بدفع تكاليف علاجه ؟ وأى علاج هذا الذى كانت نتيجته الوفاة ؟ وألا يمكن أن يجرى التعامل مع أفراد الأسرة الأحياء بعد تسليمهم جثة المتوفى لسرعة تكريمها بالدفن ؟ وكيف ينام حاجزو الجثة عندما يعودون إلى منازلهم بضمير مرتاح ، وهم يحتفظون فى ثلاجة المستشفى بجثة إنسان فى حاجة للدفن ؟
قال لى أحد كبار الأطباء : إنك تصدر بهذا الشكل عن اعتبارات إنسانية بينما تتجاهل حقوق المستشفى الاقتصادية . فالمستشفى الاستثمارى إنما فتح أبوابه لكى يحقق ربحا . ومادام مريض ما قد اختار الدخول فيه ، فلابد أن يعطيه أجره فى مقابل العمل الذى قدمه له . والمسألة أشبه بمن يذهب لتناول الطعام فى فندق خمس نجوم ، ثم لا يدفع ثمن الفاتورة . هنا لابد من تسليمه للشرطة وإنزال العقاب المناسب له .
أقنعتنى الحجة كثيرا ، وسرحت فى المثال الذى ساقه . لكننى عدت فقلت له : الطعام الذى تناوله هذا الشخص موجود فى معدته ، وهو نفسه موجود بيننا ، قابل للعقاب .. أما المريض المتوفى فما ذنبه ؟ إن من حقه علينا باعتباره إنسانا أن نسرع بدفن جثته ، تكريما له . وبالنسبة للعلاج الذى قدم له ، فإنه لم يؤد إلى أى نتيجة . لقد فقد المريض حياته ، وفشلت كل وسائل الطب وأجهزته وأدواته فى شفائه من مرضه ، بل على العكس لقد أسلمته إلى الموت . هنا لابد أن يتدخل تشريع ما ، لكى يعالج هذه المسألة الحساسة ، التى لا تتعلق بمشكلات عابرة بين الأحياء ، وإنما بحقيقة الموت الأبدية !
وأقول للمستشفى الاستثمارى : ألا توجد وسيلة تأمينية حديثة يمكنها أن تحل مشكلتك المالية فى هذا الموضوع الحساس ؟ وإذا لم يكن فلماذا لا يتم فتح صندوق للصدقات والتبرعات يمكنه أن يتحمل ما لا تستطيع أسرة المريض المتوفى أن تتحمله ، حتى تسرع بدفن الجثة ، تمشيا مع التقاليد الأصيلة للشعب المصرى التى تقرر أن إكرام الميت دفنه .. بدلا من أن يصدق على المستشفى الاستثمارى المثل الآخر الذى يقول : موت وخراب ديار ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy