عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أكذوبة الكلاب الضالة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:53

 

أكذوبة الكلاب الضالة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا نطلق عليها . لكنها فى الواقع ليست ضالة . إنها كلاب ( وقطط أيضا ) بدون أصحاب يحنّون عليها ويرعونها فى منازلهم . وهى تتوالد وتتكاثر فيما بينها ، متخذة من الشوارع والخرابات وأسطح البيوت مسارح لحركتها ، ومستقرا لمنامها . وهى فى العادة تختفى فى النهار ، وتنشط فى الليل . وغالبا ما تجتمع حول أكوام القمامة لتلتقط طعامها ، وكثيرا ما تنشب بينها مشاجرات ترتفع أصواتها فتقلق السكان النائمين .
وأسوأ ما فى حياتها أنها قد تصاب أحيانا بداء ( السعار ) ، وعندما تعض إنسانا أو حتى تخربشه فإنه يتعرض لنفس الداء ، الذى يؤدى به لا محالة إلى الموت بعد ألم شديد . وهنا عليه أن يُنقل فورا إلى ( مستشفى الكلب ) بالمنيل ، ليخضع إلى ( كورس ) كامل من العلاج ، يتضمن 21 حقنة تحت الجلد فى البطن . كل يوم حقنة . وقد سمعت أخيرا أنه قد تم اختصارها إلى ثلاثة حقن مركزة . وفى كل الأحوال ، إذا لم يحقن الشخص المعضوض من الكلب المسعور أو القطة المصابة بهذا الداء ، فإنه يعرض نفسه للهلاك المحقق .
علاقتنا بهذه الحيوانات مستقرة ، ولكنها غير صحيحة . ومن العجيب أن الأطباء البيطريين لا يتحدثون عن شئ من ذلك . فهم يكتفون بالجلوس فى عياداتهم لاستقبال الزبائن الموسرين ، من أصحاب الكلاب والقطط المدللة ، لكى يقدموا لها ما تحتاج إليه من العلاج ، ولا يبصرون المجتمع بأى شئ حول طرق التعامل مع الحيوانات التى يقال إنها
(
ضالة ) ، ولا كيفية صيانتها من اعتداء الإنسان ، أو اعتداءاتها على الإنسان .
بالطبع تخلو المجتمعات المتقدمة من أى كلب ضال أو قطة تهيم على وجهها فى الشوارع . فلكل كلب أو قط صاحب ، يتيح له فى منزله أو حتى فى شقته مكانا خاصا . بل إن السوبرماركت يخصص جناحا بأكمله لطعام القطط والكلاب ، وقد أصبح لها فى الصيدليات فيتامينات وخلافه .
قال لى صاحبى : هل انتهت مشكلات الإنسان فى المجتمع حتى يتفرغ لبحث مشكلات القطط والكلاب الهائمة فى الشوارع ؟ وكلامه صحيح ، لكن علينا أن نعمل حسابا للمستقبل ، خاصة ونحن مقبلون على عصر العولمة ، وما يصحبها أو يتبعها من نهضة سياحية كبيرة ، سوف تجعل منظر تلك القطط والكلاب مثيرا لدهشة الزائرين من كل أقطار العالم . والمأساة عندما يشاهد السياح ما كانت تتمتع به الحيوانات وبالذات القطط فى الحضارة المصرية القديمة ، وهذا مسجل على جدران المعابد ، ثم يراها وهى مهملة ، ومتسخة ، وهائمة على وجهها فى الشوارع !!
المسألة إذن من الناحية الصحية ، وكذلك من الناحية البيئية ، إلى جانب مراعاة البعد السياحى قد أصبحت تتطلب وقفة لحل مشكلة الكلاب والقطط ( الضالة ) . وأتمنى ألا يخرج علينا رأى لا قلب له يقول : أطلقوا عليها النار فى الشوارع ! أو كما سمعت بعضهم يقول : بيعوها لبعض شعوب جنوب وشرق آسيا التى تجعلها جزءا من طعامها ! لأنها فى النهاية كلابنا وقططنا ، ومن حقها علينا أن نحل مشكلاتها ، بأن نخرجها من حالة
(
الضلال ) التى وضعناها فيها ، إلى حالة أخرى تتمشى وحقوق الإنسان وكذلك الحيوان التى اعترفت بها معظم دول العالم المتحضر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy