عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
على المعاش صورة قلمية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:50

 

على المعاش
صورة قلمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج صديقى الأستاذ سليمان على المعاش وهو فى أتم صحة ، وعندما سألته : ماذا ستفعل ؟ أجابنى بكل ثقة : سأبحث عن عمل حر ، لأننى لا أتصور أن أقضى نهارى فى البيت ، كما أننى أمقت الجلوس على المقاهى ، ولست مشتركا فى ناد لكى أسلى وقتى فيه . وبعد شهور قابلته . كان أكثر انكسارا ، ولم يعد يهتم بحلاقة ذقنه ، فقلت له : لعلك قد وفّقت فى الحصول على عمل مناسب ، فقال : حاولت كثيرا لكننى لم أجد . كل شئ بأوان . ومع ذلك فإن زوجتى تلح علىّ فى فتح محل خردوات أو مكتبة . لكن مكافأة المعاش لا تسمح بذلك . هل تريدنى أن أستدين ! وافقته على عدم الاستدانة ، فربما يخسر المشروع ، وتنحدر به الحال . لكن مشكلته بدأت تؤرقنى ، وحاولت من جانبى أن أبحث له عن عمل ، أى عمل ، ومع ذلك فقد ظهر أن ذلك مستحيل . توجهت لزيارته بعد أكثر من عام ، فلم أجده بالمنزل ، وقالت لى زوجته إنه فى المسجد الموجود بآخر الشارع ، ذهبت إليه فإذا هى مجرد زاوية صغيرة تحت منزل ، وإذا شخص فى جلباب أبيض وعلى رأسه طاقية ، ولحيته ممتدة ، وحوله ثلاثة أو أربعة أطفال يراجع لهم دروسهم . وعندما رفع رأسه ليرد علىّ سلامى ، وجدته مرهقا للغاية ، وقال لى : لا تحسب أننى آخذ على هذا العمل أجرا . إننى أقوم به لوجه الله . ولكى أملأ أوقات الفراغ الطويلة بشئ مفيد . زوجتى تعاتبنى كثيرا على عدم أخذ مقابل التدريس لهؤلاء الأطفال ، لكن أولياء أمورهم ناس ( على قد حالهم ) ثم ابتسم قائلا يعنى من محدودى الدخل !
شددت على يديه ، وتركته يتابع مهمته الجليلة ، وأنا أقول لنفسى إذا كان سن الستين هو سن تقاعد الموظف عن الخدمة الحكومية ، فهل يكون أيضا هو سن انتهاء العمل بالنسبة للإنسان الذى مازال قادرا على العطاء ؟ الواقع أن سن الستين لم يعد بداية حقيقية للشيخوخة ، بديل أن كثيرا ممن يبلغون هذه السن يكونون فى أحسن صحة وأطيب حال . وتبقى المشكلة فى تهيئة فرص الحياة والعمل المناسب أمام هؤلاء ؟ وهنا قد يقول قائل : وهل انتهينا من تشغيل الشباب حتى نعمل على تشغيل الشيوخ ؟ وأسارع فأقول : أجل ، لابد أن نعمل فى الاتجاهين ، أن نوفر للشباب العمل المناسب لقدراته وأن نهيئ للشيوخ المجالات المناسبة لخبراتهم . وبرزت فى ذهنى فكرة ، نشأت من عمل الأستاذ سليمان نفسه : لماذا لا نكلفهم بمساعدة أبنائنا من خلال إعطائهم دروس تقوية لقاء أجر رمزى يتم جمعه من أولياء الأمور ، وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد : نريح العائلات من المبالغ الطائلة التى يدفعونها للدروس الخصوصية ، ونفتح مجالا لهؤلاء المحالين إلى المعاش لكى يقدموا خبرتهم للأجيال الجديدة . وأنا على ثقة من أن أبناءنا سيجدون لديهم من العطف والحنان والفائدة العلمية ما لا يجدونه عند محترفى الدروس الخصوصية ، الذين أصبحوا يغتالون أولياء أمور التلاميذ بالمبالغ الكبيرة التى يتقاضونها منهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy