عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
أشكال الحوار التلفزيونى صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:46

 

أشكال الحوار التلفزيونى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تخرج أشكال الحوار التلفزيونى عن ثلاثة أشكال .
الأول وهو المعتاد عندنا فى التلفزيون المصرى أن المذيع يكون على يقين من الإجابات التى سوف يدلى بها الضيف على أسئلته . وبذلك يبدو التوافق التام بينهما ، وما يلبث الاثنان أن يمتزجا ويصبحا صوتا واحدا يخاطب المشاهدين أو بالأحرى يعلّمهم ويرشدهم إلى سواء السبيل
أما الشكل الثانى فيكون فيه المذيع مستفهما حقيقيا عن موضع بعينه ، وهنا تبدو إجابات الضيف فى الغالب مفاجأة له ، وفى تلك الحالة يضع المذيع نفسه فى صفوف المشاهدين الذين يهمهم أن يعرفوا الحقيقة من الضيف . ولاشك أن هذا الشكل أفضل بكثير من الأول ، وبعض المذيعين يتقنونه إلى درجة أنهم يظهرون وكأنهم لا يعرفون بالفعل ما لدى الضيف ، ولذلك يكون تأثير اللقاء أشد وقعا ، وأسرع إلى القبول
وأما الشكل الثالث وهو الأعلى من الناحية الفنية فهو الذى يتخذ فيه المذيع موقفا مضادا للضيف ، بحيث يمضى الحوار بينهما وكأنه مناظرة يتخذ كل واحد منهما موقفا مغايرا للآخر . وهنا على المذيع أن يتحلى بالكثير من الأدب والذوق ومراعاة مشاعر ضيفه ، لكنه يظل متمسكا برأيه لكى يضطر الضيف إلى محاولة إثبات وجهة نظره بشتى الطرق ، ومنها تقديم الحجج والإكثار من الأمثلة ، الأمر الذى ينتهى إلى إفادة المشاهدين ، وتوسيع آفاقهم ، وفتح نوافذ الموضوع المغلق أمامهم
***

والواقع أن الأشكال الثلاثة تمثل التطور الذى شهده التلفزيون ومازال يشهده فى المجتمعات النامية مرورا بالمتوسطة ووصولا إلى المجتمعات المتقدمة تماما . ففى الشكل الأول يعامل المشاهدون على أنهم تلاميذ ، عقولهم صفحات بيضاء ، ومهمة التلفزيون فى هذه الحالة هى ملؤها بالمعلومات دون الدخول فى اختلاف وجهات النظر ، وتعادل الأدلة وتناطح البراهين . أما عندما يتقدم المجتمع قليلا عن طريق الثقافة فعندئذ يكون مستعدا للاستماع إلى كل جوانب المسألة ، وآراء المؤيدين والمعارضين لها ، ولا يخشى عليهم فى هذه الحالة أن ينحازوا لواحدة منها دون الأخرى ، لأنهم يدركون جيدا أن الآراء تختلف باختلاف البشر ، وأن للحقيقة وجوها متعددة ، وأن بين اللون الأبيض واللون الأسود أطيافا كثيرة تنبثق منهما ، ويمكن فى النهاية ألا تنتمى إليهما ، والدليل على ذلك أنه عندما يظهر برنامج حوارى حقيقى فى تلفزيونات الدول النامية تجده قد أحدث ردود فعل واسعة ، وشغل الناس بالحديث عنه ، وربما قسمهم إلى فريقين
أما فى الدول المتقدمة فإن مثل هذا البرنامج يكون عاديا جدا ، لأن المشاهدين متعودون على قراءة الكتب ، وهذه تحتوى عادة على الآراء والآراء المضادة لها . ولكل إنسان أن يكوّن وجهة نظره بهدوء ودون اشتباك مع أصحاب وجهة النظر المخالفة . وأعود فأقول أن التلفزيون هو الذى يعكس ثقافة المجتمع الذى يخاطبه : إيجابا أو سلبا ، تقدما أو تخلفا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy