عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مصير عصفور ملون صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:45


مصير عصفور ملون
قصة قصيرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت وأنا صغير فى كتاب المطالعة قصة إمبراطور الصين القديم الذى كان يصحو كل صباح على تغريد بلبل جميل فى الحديقة المحيطة بقصره . وجريا وراء غريزة التملك طلب من وزيره أن يأتى إليه بهذا البلبل لكى يغرد له فى داخل حجرته . وبالفعل أمسك الوزير بالبلبل وصنع له قفصا من ذهب ، ثم أتى به إلى الإمبراطور الذى فرح كثيرا برؤيته ، ووضعه فى ركن قريب جدا من سريره . كان البلبل جميل الألوان ، رائع العينين ، منساب الريش ، لكنه منذ وضع فى القفص بدا عليه الحزن الشديد ، وانكمش فى جانب من القفص ، وتوقف عن التغريد .. انتظر الإمبراطور يوما ثم أياما دون فائدة ، والبلبل إلى جواره صامت ، والحزن يسحقه من الداخل ، وأخيرا قرر الإمبراطور إطلاقه ، فطار البلبل عدة أيام ، ثم فى ذات صباح سمع الإمبراطور صوته الجميل من جديد ، ينساب إليه من فوق أغصان شجرة فى حديقة القصر . شعر بسعادة كبيرة وأدرك أن الحرية قد أعادت للبلبل صوته ، كما أعادت له شخصيا التمتع بهذا الصوت !
منذ قرأت هذه القصة مع أبناء جيلى وهى مستقرة فى ذهنى ، حتى جاء يوم أغرانى فيه أحد الأصدقاء بشراء بعض العصافير الملونة . وكانت عندى بلكونة تتسع لذلك . وبالفعل أحضرت القفص وبه العصافير التى راحت تزقزق وتتنطط بدون حزن . وتعجبت من بلبل إمبراطور الصين الذى توقف عن الغناء بمجرد وضعه فى القفص . لكننى قلت لنفسى : لعل السبب أن ذلك البلبل كان وحيدا ، بينما عصافيرى والحمد لله كثيرة ، وبالتالى فإنها لا تحس بالوحدة أو الوحشة . مضت الشهور ، والعصافير تتوالد ، وأنا أحضر لها مزيدا من الأقفاص ، وأتابعها بالتنظيف ، وهى بالمناسبة تحتاج إلى الكثير من العناية والتعب ، إلى أن ظهر من بينها عصفور حزين ، كان يقف وحده فى صمت ، ولا يكاد يزقزق على الإطلاق . وبدأت على الفور أقارن بينه وبين بلبل الإمبراطور ، وقلت : هكذا تعود المأساة ، مأساة عدم الإحساس بالحرية . وهل سأكون أنا واحدا ممن يحرمون عصفورا من حريته ؟! وبعد تفكير طويل ، وليالى مليئة بالأفكار المقلقة ، قررت أن أطلق سراح هذا العصفور الحزين . فتحت باب القفص ، وأمسكت به وسط ضجيج اخوته وأصدقائه فظل ساكنا ، وبهدوء وضعته على حافة البلكونة ، فلم يتحرك . قلت لنفسى : لعله لا يصدق أنه أخذ حريته ، فابتعدت عنه ، وأغلقت باب البلكونة بهدوء ، فراح ينظر حواليه باستغراب ، ثم قرر القفز ، فأسرعت بمتابعته لأرى كيف يتمتع بحريته ، لكن المسكين لم يقو على الطيران كثيرا فسقط على سطح العمارة المجاورة ، وفجأة ظهر قط لعين ، انقض عليه فجأة ، وراح يلتهمه بدون شفقة . وفى أثناء عودتى لمحت العصافير فى القفص تنظر إلى كلها دون استثناء .. نظرة عتاب قاتلة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy