|
كتبها Administrator
|
|
الخميس, 15 أغسطس 2019 16:42 |
|
أوروبا ومشكلاتها
ــــــــــــــــ
أربع مشكلات عويصة أصبحت تتحدى أوروبا فى ذكائها وعلمها وتاريخها الطوبل . والملاحظ انها لا تبدو حتى الآن قادرة على حلها .
المشكلة الأولى عضوية ، وهى تتعلق بتركيبة نظامها السياسى والبرلمانى المتمثل فى الاتحاد الأوروبى والذى يضم حاليا 26دولة بعضها غنىّ جدا وبعضها الآخر متهالك ويقترب من الإفلاس ، وقد بدأ ظهرها كله ينكشف عندما لوّحت أمريكا برفع الحماية الدفاعية عنها إذا لم تدفع لها المقابل اللازم لتلك الحماية ، ثم ها هى دولة قوية مثل بريطانبا تخرج من الاتحاد وتضرب وحدته ومهابته فى مقتل !
المشكلة الثانية تتمثل فى تصاعد تيار اليمين المتطرف الذى يتناقض تماما مع كل ما ظلت أوروبا تنادى به من الانفتاح والتسامح والتفاعل الإيجابى مع مختلف الوافدين إليها من شتى بلاد العالم . ومن المعروف والمقررأيضا أن أى حضارة لم تنهض على عرق واحد ، ولا باضطها د الغرباء المتميزين الذين قد يضيفون إليها أكثر مما يأخذون منها .
المشكلة الثالثة والتى تتعلق بالسابقة هى مشكلة الهجرة التى اصطلحوا على تسميتها : غير شرعية ، والتى يؤرفهم تواصل مراكبها على شواطئ دولهم . ومن العجيب أنهم لا يريدون أن يدركوا أسبابها البعيدة والتى كانوا هم أنفسهم وراء وجودها . إن فترة الاستعمار الأوربى الطويل للعديد من البلاد الإفريقية قد حرمها من التنمية والتقدم والازدهار ، وهو ما جعلها اليوم بلادا طاردة لأبنائها نحو أوروبا .
المشكلة الرابعة : مشكلة الإرهاب الذى راح يضرب فى أماكن حساسة ومختلفة فى المدن الأوربية ، وعلى الرغم من أنه يصدر من جهات متطرفة عديدة إلا أنهم يركزون فقط على المتطرفين الإسلاميين ، الذين لا تصل أعمالهم ـــ التى يستنكرها سائر المسلمين ـــ إلا نسبة ضئيلة جدا بالمقارنة مع ما يقوم به المتطرفون الأوربيون .
والسؤال الآن : لماذا لا تقوم أوروبا بمواجهة هذه المشكلات الضاغطة على شعوبها مواجهة صريحة ، والصراحة تعنى الأخذ بالمنهج العلمى ، وليس الأسوب الدعائى أو الإعلامى الموجّه . كما يعنى تفكيك المشكلة ـــ كما يقول الفيلسوف الفرنسى ديكارت ـــ إلى أبسط عناصرها ، حتى يمكن حلها . وأنا أضيف هنا أنه من الضرورى مشاركة كل الدول المعنية بوجود تلك المشكلات وفى مقدمتها الدول الإفريقية . وأرجو ألا يسرع البعض فيقترح عقد مؤتمر . فقد ثبت أن المؤتمرات لا تخرج منها نتائج قابلة للتنفبذ ، وإنما الأجدى إنشاء مراكز بحثية متخصصة تقوم بالدراسة والتحليل ثم استخلاص النتائج التى تقدمها للمسؤولين . والله ولى التوفيق .
ــــــــــــــــــــ
 |
