|
الشروط العشرة للتعايش بين الأديان
ـــــــــــ
أولا : لابد أن أقرر هنا أن (هوجة) مؤتمرات الحوار بين الأديان قد ثبت فشلها تماما ، وأن المشاركين فيها من مختلف الدول كانوا يجتمعون ويتحدثون ثم يعود كل منهم إلى موطنه ، متشبثا بمعتقداته ، رافضا معتقدات الآخرين ، لذلك رحت أدعو فى حدود إمكانياتى البسيطة إلى أهمية أن تطوى صفحة الحوار بين الأديان لكى يحل بدلا منها : مبدأ التعايش بين الأديان ، على أمل أن يتم تطبيقه فى الواقع العملى ، حتى يسود الأمن والأمان داخل المجتمع ، وتدور عجلة التنمية ، وينصرف الناس إلى تحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ، بروح من التعاون والتضامن ، والبعد عن الحقد والفرقة والكراهية .
ثانيا : أن علاقتى بهذا الموضوع ليست وليدة اليوم ، ولا هى مجرد انطباع انفعالى للظروف الحالية ، وإنما ترجع هذه العلاقة إلى بداية التسعينات من القرن الماضى . فقد حاضرت فيها ، وكتبت عنها الكثير من المقالات فى الصحافة المصرية ، ونشرت بحثا مركزا بعنوان (ظاهرة التطرف الدينى فى مصر : التشخيص والحل) ، كما أشرفت على بعض الرسائل الجامعية (ماجستير ودكتوراه) فى نفس الموضوع .
ثالثا : أن الحلول التى أقدمها فى هذا المقال ــ كما فى كل كتاباتى تقريبا ــ تتميز بطابع عملى ، بمعنى أنها قابلة للتفيذ مباشرة فى الواقع الذى نعيشه . فهى ليست تنظيرا مجردا، ولا تهويما فى الخيال ، أو استطرادا فى تجارب بعيدة عن مجتمعنا.
وقبل أن أنتقل إلى مجموعة الشروط العشرة ، التى أرى أنها تحقق مبدأ التعايش بين الأديان ، أود أن أؤكد على موقف الإسلام من بعض جوانب هذا المبدأ كما ورد فى العديد من آيات القرآن الكريم ، ومنها :
( يا أيها الناس إنا جعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..)
( لا إكراه فى الدين )
( لكم دينكم ، ولى دين )
( إن الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون )
( إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا .. لست منهم فى شىء )
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة،والموعظة الحسنة،وجادلهم بالتى هى أحسن )
ــــــــــــــــــ
الشرط الأول : إيقاف كل أنواع التنابذ الدينى والإثارة سواء كانت أفعالا أو أقوالا لدى بعض الدعاة وأتباعهم .
الشرط الثانى : تجريم ازدراء الأديان من خلال قوانين محددة العقوبات تبعا لمستوياته المختلفة .
الشرط الثالث : المنع التام لغير المتخصصين فى دراسة الدين من الحديث فى وسائل الإعلام .
الشرط الرابع : تشديد الرقابة على دور النشر والمطابع التى تعيد نشر مؤلفات سابقة معروفة بالتشدد والتطرف .
الشرط الخامس : تطوير مادة الدين فى المدارس بحيث تصبح مادة القيم الدينية ، ويتم تدرسها لجميع التلاميذ دون فصل الأقباط عن المسلمين .
الشرط السادس : تشجيع نشر ثقافة المساواة ،والتسامح ، والتعايش المجتمعى من خلال المسلسلات والأفلام والبرامج الهادفة .
الشرط السابع : تفعيل التعاون المفقود بين الوزارات المختصة بالتوعية وتوجيه الرأى العام ، وهى : الأوقاف والثقافة والإعلام والتعليم والتعليم العالى .
الشرط الثامن :تقديم النماذج الفعلية للتعايش بين الأديان فى المجتمعات الإسلامية قديما وحديثا .
الشرط التاسع : نشر الثقافة العلمية فى المجتمع ، وبيان دور العقل فى حل المشكلات المزمنة والراهنة ، وبحث قضايا التنمية والإنتاج .
الشرط العاشر : استعادة دور الأزهر ودار الإفتاء كمرجعية أساسية فى بيان حقائق الدين ومقاصده ، والرد على استفسارات المواطنين .
والله ولى التوفيق
ــــــــــــــــــ
 |
