|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:06 |
|
الحياة يوم
قبيل الفجر بقليل ..
رحت أبكى وأصرخ
بينما كان يضحك الآخرون
وكانت أمى متعبة جدا ، لكنها كانت راضية
أما أبى فقد منح القابلة بعض النقود
ــــــــــــــــــ
بعد الفجر ..
خرجت ألعب مع أترابى فى الحارة
وكانت الكرة الشراب
هى أعز ما يجمع بيننا
ولم نكن نتوقف عن تقاذفها
إلا عندما يمر بائع العرقسوس
فتلتف حوله لنشرب كوبا
يطفئ حرارة أجسامنا
ــــــــــــــ
مع شروق الشمس ..
كنا نجلس على مقاعد المدرسة
ولا نتحدث إلا بإذن
كانوا يلقون فى عقولنا أشياء
بعضها مفهوم ،
والآخر غامض جدا
لذلك حين يرن جرس الفسحة
كنا نسرع إلى الفناء الواسع
ونملؤه بضجيج لا تكاد تتحمله أذن !
ـــــــــــــــــ
عند الظهر ..
تسلم كل منا شهادته
وراح يبحث عن عمل
وهنا انسحبت من فوقنا مظلة المساواة
فالبعض تبوأ وظائف مرموقة
والكثير انخرط فى وظائف متواضعة
وهناك من لم يجد عملا على الإطلاق
ـــــــــــــــــ
وبعد العصر ..
كان معظمنا قد تزوج ، وأنجب
ويسبب مطالب الأبناء المتتالية
صار كل منا يجهد ويشقى
حتى يوفر لهم ما يحتاجون
وهكذا اختفت البسمة من الوجوه
وحلّ محلها كآبة وشرود
ولم يعد يُسمع فى المكان ضحكة واحدة
ــــــــــــــــ
مع غروب الشمس ..
كانت الأمراض قد تمكنت من الجسد
وأوصانا الطبيب
بعمل أشعة وتحليلات
ورحنا نتوكأ على أبنائنا إلى المستشفيات
وحانت اللحظة المناسبة لشراء مقبرة !
ـــــــــــــــــــــ
بعد العشاء بقليل ..
هبطت على الوحدة برودة المساء
فتدثرنا بملابس ثقيلة
وراح كل منا يفتش فى صدره
عن بعض الذكريات القديمة
لعلها قد تدفئه
كان بعضها ما يزال حيا
أما الكثير منها فقد جفّ ، وبدّدته الرياح !
ـــــــــــــــــــــ
وعند منتصف الليل تقريبا
تجوّل فى المكان شبح الموت
كان طويلا جدا ، وله أجنحة
ثم اقترب فى هدوء
ووضع يده على القلب النابض
فأسكته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
