عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحب الثاني صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 09 أغسطس 2019 14:03

 

الحب الثانى


كان الحب الأول
هو تجربتى العميقة والمتكاملة بمعنى الكلمة
فقد سيطر على روحى وجسدى
وتملّك كل مشاعرى وأفكارى
وصرت أنام وأصحو على صوته وخيالاته
ولا أكاد أرى فتاة أخرى أروع منها
فهى النموذج الأمثل للجمال الساحر ،
ورقّة المعشر ، وحلاوة الحديث ..
وإذا غابت عنى ولو ليوم واحد
كنت أهيم على وجهى ،
كتائه فى الصحراء بدون معالم
أو ضارب فى الغابة بغير دليل
وأظل أنتظر إطلالتها الحلوة
لكى تبعث فى جسدى الروح
وتضىء وجه القمر فى سمائى
ــــــــــــــــــــ
كيف انتهى الحب الأول ؟
كما يحدث كسوف الشمس
فيكسو أرجاء الدنيا بالسواد ،
وكما يثور البركان النائم
فيقذف حممه النارية على
القرى المجاورة ،
أو كما تهب العاصفة ،
فترفع أمواج البحر، وتبتلع االسفن المسكينة فيه
هناك من بدأوا يقطعون خيوط المودة التى تربطنا
ويدمرون قصور الرمال التى شيّدناها
ويرفعون بيننا جدارا من الصلب الذى يستحيل اختراقه
وكم كانوا سعداء للغاية ، ونحن نفترق !
ذهب كل منا فى طريق ..
أما طريقى فكان ضيقا ، ومظلما ، وكئيبا
عانيت فيه ما عانيت :
آلام الوحدة ، وأوهام الأرق ،
ومرارة الحرمان ..
وقد حاولت أن أنسى ، فما استطعت
أن أتجاهل ، فما قدرت
أن أستمع لمواساة أصدقائى ، فما تحملت
ثم فى ذات مساء ..
عدت لنفسى
راجعتها وراجعتنى
عاتبتها وعاتبتنى
وبعد طول جدال وممانعة ..
أقنعتنى !
ـــــــــــــــــــــ
مرت الأيام والشهور والسنوات
وأنا أعيش مثل هيكل عظمىّ بدون روح
وأنظر بعين مفتوحة ، لكنها لا تكاد ترى
حتى كانت لحظة فارقة
وضعـَتْها الصدفة البحتة أمامى
وجدتها تأخذ بيدى من ذلك الظلام الحالك
وتأتى بالبدر الساطع فتضعه بين يدىّ
وتبسم لى ، فتتناثر النجوم من حولى
ورحنا نتحدث طوال ليلة كاملة
وحين حانت ساعة الوداع
اتفقنا على أن نلتقى فى صباح اليوم التالى !
ثم توالت اللقاءات ..
وبدأ القلب يخفق من جديد
ووجدته يفرح لرؤياها ، وينقبض حين تغيب
وبالفعل كانت تمر لحظات من بقايا الحب الأول
لكننى كنت أقول لنفسى :
إن القلب الذى سقط من سماء الحب الأول
قد تلقّته بكل حنان .. أحضان الحب ااثانى
وربما يكون الغد الذى سيأتى
أفضل من الأمس الذى ولّى ..
وهكذا أصبح الحب الثانى بالنسبة لى
صفحة جديدة حلّت محل الأول
كان يتطابق معه فى بعض التفاصيل الصغيرة
ويختلف عنه فى الكثير منها
كان يمدّ القلب بنبض قوىّ
وينفث فى الروح حياة جديدة
حياة تمتلئ بالنشاط والحيوية
وتُغـلّب الأمل الوليد على اليأس القانط
وتُشجع على التمسك باليوم والغد
بدلا من الانفصال البائس عنهما !

ـــــــــــــــــــــــــــــــ


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy