عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
من ذكريات الطفولة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 02 أغسطس 2019 15:26

 

من ذكريات الطفولة


 

كان عنتر

أقوى ولد فى شلتنا

موهوب بجسم مفتول العضلات

وله قبضة يد حديدية

لم يستطع أى منافس له أن يصمد أمامها

وكنا نستعين به

فى ضرب أو تخويف أولاد الحارات المجاورة

الذين يتعرضون لنا بالأذى ..

وكان يكفى أن نذكر اسمه لهم

حتى ينسحبوا من أمامنا صاغرين

أما مشكلة عنتر الكبرى

فكانت تتمثل فى أن الفتيات

لم يكنّ يملن إليه

بل كن يرين فيه فتى ثقيل الظل ،

ومنفّرا ..

وذلك على عكس بهاء الدين

الذى كان يصغره بسنوات

ولكنه كان معبود الفتيات

له بنت جميلة تحبه ،

وحوالى ثلاث أخريات يحلمن بالاقتراب منه

وكثيرا ما كنّ يحضرن له الهدايا ،

وعلب الحلوى غالية الثمن ،

فيأخذها منهن مع كلمة شكر بسيطة

وليس أكثر من ذلك !

وعندما كنت ألاحظ الحزن العميق

فى وجه عنتر

أقوله له :

ـــ ولا يهمك .. بكرة تقابل بنتاً

أحلى من كل هؤلاء !

فيعود علىّ قائلاً :

ـــ لكننى لا أدرى ما الذى يشدّهن إليه

انه لا يتحمل لكمة واحدة من يدى هذه !

كنت واثقا من ذلك ،

ومع ذلك فقد كان حرصى أيضاً على صديقى بهاء الدين

يدفعنى لتهدئة الأمور بينهما ..

* *

ذات يوم

صحتْ الحارة كلها على كارثة

فقد جاء شخصان لمنزل بهاء الدين

وهما يحملانه ،

والولد مشجوج الرأس ،

والدم ينثال منه بدون توقف

وعلى الفور ، حضر رجال الإسعاف

وحملوه فى سيارتهم

ورحنا نسأل عما حدث ؟ وكيف ؟

وأخيراً عرفنا السبب :

فقد اكتشف عنتر بالصدفة البحتة

أن اخته الصغرى تغازل بهاء ..

أجل والله : هى التى تغازله

وقد أرسلت إليه عدة خطابات

بخط يدها ..

فما كان من عنتر إلا أن أهوى

على رأس بهاء بحجر ..

* *

أخبرنا كبار الحارة

أن عنتر معرض للسجن

لو كانت إصابة بهاء أخطر من اللازم

ورحنا نتطلع إلى شفاء بهاء ،

ونتابع إقامة عنتر فى منزله

حتى جاء الفرج

حين ذهب والد بهاء الدين

إلى قسم الشرطة ،

وتنازل عن المحضر

وعاد بابنه ملفوفا بالشاش

* *

رحنا نلعب كالعادة فى الحارة

وكل من عنتر وبهاء ينظران إلينا

من شرفتيهما

ويشجعان اللعبة الجيدة

عندما فكّ بهاء الشاش من حول رأسه

نزل هو وعنتر

ليأخذا مكانهما فى مباريات الكرة الشراب

التى لم تكن تنتهى من حارتنا ..

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy