عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
هي وابتنها صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 02 أغسطس 2019 15:24

 

هى وابنتها


 

 

لا أدرى

هل كانت صدفة حسنة أم سيئة

حين صعدت إلى القطار

فوجدت مقعدى إلى جوارها

شابة فى مقتبل العمر ، حسنة الملامح

وتصطحب طفلة فى جمال الزهور

لكنها كانت تجلس شاردة

وحزينة

استرقت إليها النظر عدة مرات

لم تلتفت

حاولت مداعبة الطفلة

لم تهتم

وعندما توقف القطار فى المحطة الأولى

صعد باعة المثلجات والسميط والحلاوة

اشتريت لنفسى

ووجدتها فرصة أن أسألها

 

 

- هل تريدين شيئا ؟

- متشكرة

- لكن دعينى احضر شيئا للبنت

لم ترد ..

فابتعت للصغيرة بعض الحلويات

التى فرحت بها كثيرا

واقتربت منى فأجلستها بجوارى

وفجأة .. لمحت أمها تبكى

وتحاول كتمان نشيجها

سألتها :

- ماذا بك ؟ هل تشكين من شئ ؟

ظلت تبكى وأنا أعيد السؤال

وأخيرا قالت بانفعال :

- لقد رمى علىّ اليمين

وطردنى مع البنت من البيت

- زوجك ؟

نظرت إلى باستغراب . استدركت :

- ولماذا ؟ وما السبب ؟

- أبدا ، لقد أصبح عصبيا جدا

 

 

ولم يعد يطيقنا معه

- ولماذا لم يتدخل أحد من أقاربك ؟

- ليس لى أقارب فى الإسكندرية

- وأنت إلى أين تذهبين الآن ؟

- عند أمى فى حى الضاهر

لكن زوجها رجل صعب جدا

وإذا لم يقبلنى

سأذهب إلى أقارب المرحوم أبى

فى كفر الشيخ

حاولت تهدئتها قدر استطاعتى

وكلما توقف القطار فى إحدى المحطات

زادت معرفتى بأحوالها

هى من القاهرة

وتزوجت فى الإسكندرية

والزوج يعمل يوما

ولا يعمل أياما ..

وقد صار مدمنا

وحينمالا يتمكن من شراء الكيف

ينقلب على زوجته بالإهانة والضرب

 

 

وفى ثورة غضبه الأخيرة

حلف عليها بالطلاق

سألتها :

- وماذا تنوين أن تفعلى الآن :

انخرطت فى البكاء وهى تتمتم :

- لا أدرى..

أما ابنتها الجميلة

فكانت تلعب حول مقاعدنا

وتنظر أحيانا من شباك القطار

ولا تكاد تفهم شيئا من حال أمها

 

* *

 

اعتدلت فى مقعدى

ورحت أفكر فى حل لمشكلتها

هل أعطيها بعض المال ؟

أم اصطحبها لمنزل أمها ،

وأتحدث مع زوجها لقبولها عندهما ؟

أم أدعوها إلى منزلى

لتقيم فيه عدة أيام

حتى تنحل مشكلتها ؟

عرضت عليها المال

رفضت بشدة

وقالت أن معها خمسين جنيها

وسوف تبيع حلقها لتنفق منه

قلت لها :

ــــ هل تقبلين أن أصحبك إلى منزل أمك ؟

استنكرت ذلك ، وقالت :

- إن زوج أمى رجل شكّاك

ولن يقبل أبدا بوجودك !

لم يبق إلا الحل الثالث

لكننى لم أخبرها به

* *

فى محطة مصر

ساعدتها فى حمل حقيبتها

بينما حملت هى ابنتها

وخارج المحطة

استوقفت لها أول تاكسى

وطلبت من اليائق أن يوصلها إلى حى الضاهر

ودفعت له الأجرة مقدما

نظرت إليها

كانت عيناها ممتلئتين بالدموع

والطفلة ممسكة بالحلوى

التى اشتريتها لها من القطار

 

* *

 

مرت أعوام ..

وأنا مازلت أحتفظ فى ركن مهجور من قلبى

بوجه الشابة الحزينة

وابنتها الصغيرة

وأشعر أنهما كانتا من صميم مسئولتى

لكننى تخليت عنها !َ

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy