عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الفانوس أبو شمعة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 02 أغسطس 2019 15:17

 

الفانوس أبو شمعة


 

قبل أن تقوم الصين بثورتها الكبرى

سنة 1949

كنا – نحن أطفال مصر –

نحصل فى مطلع شهر رمضان

على فانوس صغير

مصنوع من الصفيح والزجاج الملوّن

وله باب ندخل منه شمعة رفيعة

كانت تلسعنا أحيانا

ونروح ندور فى الحارات بعد الإفطار

ونحن نغنى ونهلل

وبيد كل منا فانوسه

حتى تذوب الشموع

فننخرط فى ألعاب أخرى ..

* *

كان هذا فى الزمن الجميل

الذى مازلت أذكر تفاصيله بكل وضوح

وكانت أيامه ولياليه

تتوالى بسيطة وطيبة

ولم يكن فيها تليفزيون

بل كان راديو المكوجى على الناصية

هو الذى يجمعنا حول مسلسلات

مثل ألف ليلة وليلة

والظاهر بيبرس

حيث نصغى لها بانتباه شديد

ونعيش أحداثها بانفعال كامل

ونتعاطف بكل جديّة مع أبطالها

كما ندين أشخاص الأشرار

* *

وفى الليالى الأخيرة من رمضان

وحين يقترب عيد الفطر

نتجمع بالفوانيس المضيئة بالشموع

ونطرق بكل جرأة

أبواب المنازل التى لا نعرف أصحابها

ونحن نغنى وننشد :

" وحوى .. يا وحوى "

ومن الجميل أن الناس

كانوا ينفحوننا بعض النقود

والكثير من الحلوى

فنملأ بها جيوبنا

ونعود كما بدأنا سعداء !

واليوم ..

جاء الفانوس الصينى

الذى يمشى ويتكلم ويغنى ويرقص..

ويتم تشغيله بالبطارية

لكن شحنتها حين تفرغ

يتوقف كل شئ فيه

ويصمت تماما

لأنه غالى الثمن

ولا تلقيه الأسرة فى القمامة

بل تحتفظ به فى أحد أركان الشقة

أما الأطفال ..

فيسرعون بلا مبالاة

لمشاهدة التليفزيون

والانغماس فى أفلام الكرتون

* *

وأنا أتساءل بكل جدية :

هل يسعد أطفال اليوم

بالفانوس الصينى

الذى يمشى ويتكلم ويغنى ويرقص ..

مثلما كنا – نحن أطفال الأمس –

نسعد .. بالفانوس أبوشمعة ؟ !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy