|
ثلاثة أصدقاء.. وقمر
[إلى صديقَيْ الطريق الشعري :
محمد حماسة، وأحمد درويش .. ]
ــــــــــــــــــــــــــــ
كُنَّا ثلاثةَ أصدقاءْ
في الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمرٌ .. وأغنيةٌ شريده
* *
كيف ابتدأنا ..
لم يَدُرْ يومًا بأنفسنا السؤالْ
كنَّا كحبَّات الندى في حضن وردَةْ !
أو كالفراشات الصغيرة حول شمعهْ !
الشعرُ عالمُنا الذي يحوي شاعرنا مَعَا
وكأنما كنَّا نُحسّ بأنه الرد الوحيد على «الزمانْ ».
تزهو بأعيننا الرؤى، فنقولُ شعرا ..
يعوي بأضلعنا الأسى، فنقولُ شعرا ..
كانت ملامُحنا قريبهْ
ولطالما خَلَطُوا أسامينا،
وكم غنَّى ثلاثَتُنا .. قصيدهْ !
* *
ونسير من «شبرا» إلى «حيّ الحسينْ »
متحدثين عن «الحضارة القديمةِ».. «واصطدام الكُتلتينْ »
وهناك في مقهى صغيرْ
ما كان ينقصنا الجناح لكي نطيرْ
ونخوض في الأمر الكبير .. وفي الحقيرْ !
وعلى دخان الشاي .. تنتفض الظنون النائمهْ
ماذا وراء الموت؟ أو ماذا وراءك «يا جدارْ؟ »
ويدور مشتعلًا حوارْ
حتى يفاجئنا النهارْ !
* *
كنَّا ثلاثة أصدقاءْ
في الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمرٌ .. وأغنيةٌ شريده
* *
ونحبُّ .. نغرق في «الغرام»، وما أرق الذكرياتْ !
مملوءة بالمضحكاتْ !
قد كان ينقصنا التجاربُ،
واقتحام الغابةِ العذراء بالقَدَم الجسورْ
لكنَّنا .. كنَّا نضمّ «حياءنا» ونقول شعرا
أيها التاجُ على مَفْرِقِها
مَنْ تُرى يملكُ الملكهْ!
إنها تخطر .. لا تعرفنا
نحن مَنْ نملأ أرض المملكهْ!
[البيتان لحامد طاهر]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يذبلُ الوردُ إذا لم نروهِ
ويموت الحَبُّ في جوف السنابلْ
فاسكبي بعضَ الندى في جذرهِ
كاد هذا العودُ أن يصبح ذابلْ
[البيتان لأحمد درويش]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* *
إنني يا قلبُ .. قد صرتُ هشيما
عينها الخضراء أصلته جحيما
لم أجد يا قلب لي منها رحيما
آهِ منها .. أهِ يا قلبي الحزينْ!
[الأبيات لمحمد حماسة]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كنا ثلاثة أصدقاءْ
في الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمر .. وأغنية شريدهْ
* *
ننمو .. فيصبحُ للحوادث ألفُ نافذة وبابْ ..
وبقدر ما تقوّى السواعدُ .. تثقل الأخشابْ !
لكننا تتقبل «الدنيا» بلعبتها العنيفهْ
يعلو بنا موجٌ، وتنثرنا رياحْ
فوق الشواطئ تارةً، وعلى الصحاري اليابسهْ
تهوى علينا الشمس لاذعةً،
ونجمدُ في الصقيعْ
ونكاد نفتقدُ الربيعْ !
* *
كنا ثلاثة أصدقاءْ
واليومَ .. لم يَعُدِ اللقاءْ
لكننا في كل أمسيةٍ نحدّق في السماءْ
بحثًا عن القمر الذي ما خان موعدنا،
ونُصغي في خشوعْ :
للأغنيات الشاردهْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
 |
