عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحرية في فناء السجن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 19 يوليو 2019 16:35

 

 

الحرية في فناء السجن

انفتح البابُ الحديد فجأةً، وأعلن السجانْ

أنّ مدير السجن قادمٌ لرؤيتي

فتحتُ أجفاني على إنسانْ

يشبه بعض إخوتي ..

لكنه في زيّه الرسميّ

من غير أن ينظر في عينيّ

أبلغني القرارْ

«.. أَنَّى لحسن سيرتي

مُنِحتُ في الفِنَاء .. ساعتين بالنهارْ »

* *

كانت سنينُ السجن في الزنزانة المنفردَهْ

قد انمحَّى منها الصباحُ والمساءْ

لأنّ وضعَ النافذَهْ

كان رديئًا .. يحرم السجينَ أن يرى السماءْ

صرتُ أعدُّ الوقتَ بالإفطار، والغداء، والعشاءْ

مرقِّمًا بطرف ملعقهْ

على جدارٍ عَفنٍ من الرطوبهْ

مرور يومْ !

* *

كانت سنينُ السجن في الزنزانة المنفردَهْ

قد بدأت ضيقة وخانقَهْ

لأنني كنتُ أحبُ الناسْ !

وحينما حُرِمتُ من حديثهمْ

كلَّمتُ نفسي .. هامسًا وزاعقا

لكنني بعد شهورْ

صمتُّ كالقضبان من حولي، وكالصخورْ

نسيتُ أنَّنا في أي يومْ !

* *

أقسى عذاب النفسِ.. أَنْ نجبرها فُجاءةً على المثولْ

للمرة الأولى .. أكلتُ حيثما أبولْ

أفرغتُ ما أكلتهُ ..

تحسَّستْ يداي جبهتي من الذهولْ ..

بكيتُ طول اليومْ ..

حلمتُ حين نمتُ أنني ملطَّخٌ بدمْ !

وأن خفاشًا بجبهتي تعلقتْ أظافرُهْ

وذئبةً مسعورةً تمزّق في البَدَنْ !

* *

كان نهارًا مشمسًا حين خرجتُ للفناءْ

مرتفقًا ذراعَ حارسي القويّ

ما كدتُ أخطو .. خطوة أو خطوتينْ

حتَّى صرختُ فيه أن يعود بي ..

يعود بي ..

قد كنتُ لا أبصرُ شيْ !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy