عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الزيارة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 19 يوليو 2019 16:09

 

الزيارة


ماتوا من زمن

لكنّي في هذا اليومْ

لا أدري .. ماذا يدفعني لزيارتهمْ

أخرج بين قبورهم الصَّماءْ

أتسمَّع بعض الأصداءْ

يُسلمني خطوى للأكفان الرطبهْ

ألمسُ جُثَثَ الذكرى .. أمسك بالأشلاءْ

تصحو في كفيّ الأشلاءْ

تتحرك.. يجري فيها الدمْ

أسقط بين الواقع، والوهمْ ..

* *

كانت خطواتي حين أسايرهم نعْمًا يزهر فيه الصوتْ

صارت خطواتي يابسةً، وامتد خريف الصمتْ

* *

كان خيالي مشبوبًا، يتعلق بالسّحْب، وينفذ من أبواب الجنَّهْ

صار خيالًا مشلولًا، يتعثر بالأحجار، ويسكن حُفَر الأرضْ!

* *

بصري كان أَحَدَّ، وعيناي تجوبان سماء الأمل، ومملكة الشمسْ

صرتُ ضعيف البصر، أحدّق تحتي في طرقات اليأسْ!

* *

كان لروحي إشعاعٌ، وبنفسي شوق للمجهولٌ

جف الشوقُ، انطفأ الإحساسُ، تهاوت أجنحةُ النفسْ!

* *

لم أبكِ عليهم، حين مضواْ، واحتبست عيناي الدمعْ

لكنيّ في هذا اليوم .. أناشدُ دمعي أن يتفجر مثل النبعْ!

* *

لم أرفع منديلي، وقطارهم الراحل يبعد في الأفق الممتدّ

لكني اليوم ألوّح بالمنديل، وأنثر باقات الورْدْ!

* *

لم أفقد وأقبلهم مثل البعضْ

لكني أعصر شفتيّ الآن على آثارهم خطاهم فوق الأرض

* *

ماتوا من زمنٍ

لكني في هذا اليومْ

جمَّعتُ حصاد الموسم وخرجتُ إليهمْ

أشكو جدب قلوب الناسْ

أخبرهم أن عيون الصحب زجاجٌ،

ووجوهَ الصحب نُحاسْ!

أخبرهمْ ..

أني بالمال ابْتعْتُ الحبَّ، وفي الغربة بعتُ الإحساسْ!

أخبرهم ..

أن الوحدة قاسيةٌ،

قاسيةٌ حين يحط الليلُ، وتعوي الريحُ، ويخلو من قنديلي الزيتْ!

أخبرهم ..

أن الدفء لدى الأحضان الأخرى.. دفءٌ كاذبْ

تتجمد فيه الأطراف، ويرتعش القلب المبتلّ

أخبرهم ..

وأحاول أن أسمع منهمْ .. أُنصتْ

لا شيء سوى الصمتْ

عجبا!!

كانوا أحياء بكفيَّ الآن،

فما بال النبض خفتْ؟!

أرفع رأسي ..

أنفض عن كتفيّ تراب القبرِ،

أقومُ .. وفي صدري رائحة الموتْ

رائحة الموتْ..

رائحة الموتْ ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy