|
مدينتي في المساء
أسطورةٌ هو المساءُ في دروب القاهرةْ
يسقط كالنسر، فيخفي ظلُّه المآذن المبعثَره
وينحني بكبرياءْ
فوق حوائط البيوت، يدخل النوافذ المنتَظِرَهْ
يلف أذرع النساء، يرتمي على مقاعد مكسَّره
يذهب بالأطفال مُبعدا.. محلِّقًا على سحائبٍ مهاجرَهْ
..
وعندما يعود بالرجال شاربين، مجهدينْ
يدغدغون الأرض في تثاؤب وبُطءْ!
ينفث ريحَ الخمر، والحشيشْ
وتلتقي الآهاتُ بالدخانِ،
والعيونُ بالأقراط، والأساور الملتَمعَهْ
«يا شهرذاد.. أمسكي عن الكلامْ
الليلُ للمضاجَعَهْ
وليأكل الرّخُّ العظيمُ سندبادَهُ،
فما لنا .. ولَهْ!»
..
يسحبُ هذا الليل ظلَّه عن البيوتْ
عند صياح باعة الألبان، والجرائدْ
في نغمة مُعْتَصَرَهْ
تفتح عين القاهرهْ
ـــــــــــــــــــــــــــ
 |
