عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الشاعر والقصيدة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 19 يوليو 2019 15:32

 

(5) الشاعر والقصيدة


[قصيدة نثر]


مجموعة من الصور ،
المتطايرة فى الجو ..
تحاول أن تستقر فى مجموعة من الكلمات ، 
المنتشرة فوق الأرض
والشاعر حائر بينهما :
يحاول أن يوفق بين المجموعتيْن
وأن يمزجهما معًا بمجموعته الخاصة ،
من العواطف والأحاسيس ،
التى تموج فى صدره !

**
المجموعة الأولى 
مثل طائفة من الفراشات الصغيرة الملونة
تعلو وتهبط بسرعة خاطفة
على طرف بركة ماء
وهى متخوفة دائمًا من أن يقتنصها أحد !

**
أما المجموعة الثانية
فإنها تتباعد فى اتجاهات مختلفة
مثل النمل الذى ينتشر بعد انتقاض عشه
وهى أكثر من أن يجمعها الشاعر بيديه !

**

يظل الشاعر يحاول ، ويحاول
وأخيرًا يلجأ لحيلة الخيوط 
وكلما أمسك بفراشة أو كلمة
ربطها فى طرف الخيط ..

تتعدد الخيوط ، وتتمدد
حتى تصبح مجموعتين متجانستيْن
عندئذ يقوم بوضع الفراشة المناسبة 
فى مكانها المناسب
وهو يفعل ذلك فى ظلام الليل
مرتعشا من شدة البرد
والريح تعوى من حوله ،
وتكاد تمزق ثوبه !
*  *
وفجأة يسقط على الأرض
وكفّاه داميتان من شدّ الخيوط
إنها خيوط رفيعه جدا ، لكنها حادة
وأخيرًا ..

تنتظم له المجموعتان
فتهبط الأولى على كتفيه من الجو ،
وتصبح الثانية طيّعة بين يديْه

**
هنا فقط .. يبدأ الشاعر فى عمله الحقيقى
فيتخير ، ويقيس ، ويغير ، ويبدل ..
نافخًا فى كل كلمة جزءًا من روحه 
وكلما فعل ذلك شعر بالضعف 
وتهاوت قواه ، وكاد يفقد الوعى 
لكن ما يطرد عنه التعب والألم :
إنه يرى إلى جانبه مخلوقًا صغيرًا قد تكوّن ..
أنه مخلوق جميل ، وملىء بالحياة
عندئذ يحضنه بحنو بالغ ، 
ويحميه بكفيه من برودة الليل 
*    * 
ومع ظهور أشعة الفجر
يعود به مسرعًا إلى البيت
وهو يسمع زقزقته ، ويشعر بدفء جسده
وعندما يقابل أول صديق
يكشف له بكل حرص عن وجهه
منتظرًا بكل لهفة أن يجيب عن سؤاله


ـــ هل هو حقا كائن جميل ؟
لكنه لا يذكر شيئا قط 
عما لاقاه من المعاناة .. طوال الليل

ـــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 30 أغسطس 2019 14:12