عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
من السجلات العسكرية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 19 يوليو 2019 14:31

من السجلات العسكرية

 

 

[إلى وجيه السيد .. ابن أخى

الذي استشهد على شاطئ

قناة السويس في السابع من سبتمبر 1969]

ـــــــــــــــــــــــــ

 

 

الريح تعزفُ في ضلوعِكَ غنوة الأفق البعيدِ،

وأنت منكفئٌ .. تعد رصاص مدفعك العنيدِ،

وقد تألق في محاجرك البريقُ،

وأطرقتْ أنفاسُك المتلاحقاتُ إلى المدى ..

تشم رائحة العدوِّ،

وتستشيط أسىً .. إذا مر المساءُ بغير زادْ.

* *

ويمر قائدُك الحبيبُ عليك تسألهُ

- متى تتحركونَ؟

وأنت نارٌ للجوابِ،

فلا يجيئك منه غير إشارةٍ خرساء تعلن الانتظارَ

(ألا هلاكًا لانتظاركَ)

ثم يُخطرك الزميلُ بأن نَوْبَتَك انتهتْ

* *

وتعودُ ترقدُ .. تاركًا عينيك تسرح في السماءِ

تشاهد الحدَأ التي تعلو وتهبطُ،

كم يريحك أن تعانق ذكريات صباكَ

حين أهبتَ يومًا بالرفاق ليرفعوك إلى هنالكَ..

حيث قلب العش .. والحِدَأُ الصغيرةُ ..

كيف لم تعلم بأنك حينما أطلقتها، كانت ستنمو ...

ثم هاهي في السماء الآن .. ترقبُ مَصْرعَكْ.

* *

وتركتَ، منذ شهرٍ

كان عنفُ الداء قد أودى بنضرتها، وأسلمها الفراشَ

تظل تسعلُ، لم يعد يشفى الدواءُ،

وحينما ودَّعتها أحسستَ أن دموعَها كانت بلون الثلجِ،

قلتَ لأختك المخطوبةِ: اهتمي بها!

سألتَك أن تبقى قليلًا،

- لم يَعُدْ في الوقت مُتَّسعٌ،

ولملمت الحقيبة في هدوءْ!

* *

الريحُ تعصف هذه المرَّةْ ..

والأفقُ يزأر هذه المرّةْ ..

ورصاصُ مدفعك الصبور يضيء وجه الليلِ،

يفتح فيه ثغرَهْ!

وأنساب جُرحك قطرة في إثر قطره

ورقدتَ . . لَيلكَ شاهدٌ،

والأرض حولك مكفهرّهْ

*  *

لكنّ كفّ الصبح رشّتْ فوق صدرك .. أَلْفً زَهْرهْ!

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy