عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
شجرة التوت صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 12 يوليو 2019 14:59


شجرة التوت


خضرةُ الأرض .. والقرى .. والسواقى
ورمالٌ على المدى .. وسحابَهْ
وجموعٌ من الحمام .. وراع
يتغنَّى .. ونخلتانِ .. وغابهْ
وصفير القطار ينداحُ فى الأفق ، وتجرى خطواته صخَّابَهْ
لحظات تهز بالقلب فرعاً
من صباهُ ، وتستعيد شبابهْ
يوم كانت دقاته أغنيات
وهواه تطلعاً ، وصبابهْ
والأساطير فى زواياه نهر
يترامى .. وشاعر .. وربابهْ
ومساء معطَّر بالأمانى
واشتياق الطفولة المنسابهْ
وحنان يشع من عين جَدِّ
غضّنَّ الصبرُ والزمانُ إهابهْ
فإذا ما أتى الصباح .. انطلقنا
صبية فى الفضاء نطوى رحابَهْ
الخليج الملآن كم ضمّ عمراً
لوّن الحُبّ شمسه وترابَهْ
والفَراش الذى سبانا ، فهمنا
خلفه فى الحقول .. نجنى سرابَهْ
ودبيبٌ إلى المقابر ، والبوم عيون على الكُوى .. مرتابَهْ !
كان شئ يشدنا للأعاجيب ، فنعطيه أضلعاً وثّابه
ومع العَوْد ، تلتوى خطوات
أنضج الصهدُ جلدها ، وأذابَهْ
فتدور العيونُ تبحث عن قطعة ظل .. وللعيون انتحابَهْ
* *

"دوحةَ التوت .. أسرعوا يا رفاقى "
وتهيج الأنفاسُ ، يعلو صداها
نتبارى على الوصول إليها
ونغنى إذا بلغنا حماها ..
وعلى أرضها النديَّة ترتاح جلابيبُ أُشربت من ثراها
صبغتها الرياح والطين والشمس مراراً .. فغيَّمت مرآها
ويهبُ النسيمُ فى الأفرع الخضر ، فتمتد بالعطاء يداها ..
وتسوق الأوراق رائحة الخصب ، فتمحو عن القلوب صداها
آه يا ضمة الأمومة .. ما أحنى ذراعاً ، وأضلعاً ، وشفاها!!
تنحنى فوقنا بعطف كبير
تتلقى عطاشنا بنداها
والعصافيرُ سقسقاتٌ عذابٌ
وغصون تيَّاهةٌ فى علاها
وإذا صيحةٌ تدمدم فينا :
"
أيكم ينتهى إلى أعلاها ؟ "
فتهبّ الأكف ، تلتقط الأفرع فى دُربْةٍ ، وتلوى قواها ..
"
صفقوا يا رفاقُ للبطل الوثَّاب .."
والشمسُ ترتمى فى مداها
عندها نذكر البيوت ، فنستشعر زحف الدجى ، وصمت رؤاها
آن أن تبعد البلابلُ فى الليل ، ولكن مع الصباح لقاها
من جديدٍ يا أفرع التوت نأتى
غيمةً ، يدفع الحنينُ خطاها
* *

ذكرياتٌ تهزّنى حين أرنو
بخيالى إلى الصبا ، وحياتِهْ
وتزيد الدقاتُ ، ينتفض الصدرُ ، إذا أيقظ الهوى طعناتَهْ
ومشى فى العروق لحنٌ مدمَّى
صبغت روعةُ الأسى رناتهْ
ما تزال الأصداء فى رحبة الأفق ، ولم يبرح السنا شرفاتهْ
وزهور على الطريق .. ونبع
يتهادى الموّال فى موجاته
وتلوح الظلال من خلل الدمع ، وتنمو الحياة فى حبّاتهْ
تحت هذى الفروع .. كان لقاء
أرعشت نسمة الهوى كلماتهْ
وسكتنا .. فوقع الصمتُ لحنا
يا حنان الحنان فى نغماتهْ !
صَعَد القلبُ يومها بجناحين من النور .. واحتوى نجماتهْ
ثم أهوى المساءُ..
يا شهقة الصدر ، ويا صحوةَ الهوى من سباتهْ
-
الضحى نلتقى ..
بعيدٌ علينا فليكنْ والصباحُ فى خطواتهْ
-
عند شط الخليج ؟

لا .. عند أمِّ منحتْ مولد الهوى شمعاتهْ
إجعليها محرابنا .. إن بَعُدْنا
يقصد القلبُ نحوها فى صلاتهْ
* *

عدتُ يا قريتى أضمّ حنيناً
أبدياً .. إلى ثراك الحنونِ
لهفةً تشرب المدى خفقاتى
وأضمّ الأشياء ملء جفونى
كل خطوى تحيَّةٌ لك أهديها .. وكلُّ الهوى ، وكلُّ الجنونِ
التراب الذى تمرّغَتُ فيه
والمساء الذى أثار شجونى
والحياة الخضراء فى أفرع التوت ، وأوراق ظلها تحتوينى
* *

عدت يا قريتى .. أحدّق فى الناس ، وللناس غربةٌ فى عيونى
ذابت الألفةُ القديمةُ فى الأعين ، واهتزّت الرؤى فى ظنونى
وتساءلتُ :
أين خيمة أحلامى ، وحبى ، وفرحتى ، ويقينى ؟؟
فتلاقت عيونهم ، واستدارت
همساتٌ من الأسى المدفونِ
"
قُطِعتَتْ فى الشتاء للدفء ..
ما أقسى انهمار الجليد فوق الجبين ! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy