عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الترحيلة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 12 يوليو 2019 14:58


الترحيلـة


كل ما يجعل الحياة رقيقهْ
أطفأ الليلُ والنهارُ بريقَهْ
الجباه السمراء فى وهج الشمس ،

ونبض السواعد المعروقهْ
والفؤوس التى ترنّ على الصخر ،

وأكتاف صبيةٍ مشقوقهْ
ورنين الموّال إعوال ريح
فى صدورٍ عريانةٍ محروقهْ
مدّ فيها الخريف أغصانه الجوف ،

وبُحَّت أنفاسها المخنوقهْ
فى سبيل الرغيف والظل .. عاشت
رحلة الجدب والهجير .. مسَسُوقهْ
يومها مثل أمسها .. ليس فيه
هَدْأة .. تمسح الجراح العميقهْ
ليس غيرُ المساء .. يحتضن الجمع، فتصحوا أعماقُه مستفيقهُ
يسرد الشيخُ عن صباه الحكايات ..

بقايا من الفؤاد .. سحيقهْ
كم تشدّ الفتيان للنغم الحلو ،

وتنسابُ بالخيال .. طليقهْ
..
وتُجيل العجوزُ فى الكفّ طرفاً
والصبا قلوبهن مشوقهْ

"ربما تصدق النبوءات يوماً ‍ "
"
ربما !‍ " .. كلمة تلوح رقيقهْ
* *

ومن الجمع .. قد يهامس "قيسٌ"
قلب "ليلاه" .. نسمة وحديقَهْ
غير أن الغرام يُطرق خوفاً
من عيون فى روضه .. مرشوقهْ
ليس ينسى الجميع "قصة أشواق" .. عواءً ، ولعنة، وحقيقهْ
المصير الذى ترامت إليه
كيف بالله للرؤى أن تُطيقهْ
"
جثةً للكلاب " .. " لا تقربوها " ..
"
اغسلوا الفأس من دم الزنديقَهْ !"
"
وابحثوا عن رفيقها : أين ولَّى
مزِّقوا صدره ، وشدو عروقَهْ "


فتشوا الأفق يومها ، ثم قالوا
"
شق للبندرالبعيد .. طريقَهْ "


* *


هكذا يعبر المساءُ حزيناً ..
ويداهُ على القلوب الحزينهْ
مثلما كان منذ خمسين قرناً
ورعايا فرعون خلف المدينهْ
يرفعون الأهرام فى جبهة النيل:

شموخاً، وعزة ، ورعونهْ
فإذا أقبل المساء عليهم
فتحوا صدرهم ، وبثوا شجونهْ
أصدقاءً لذلك الرمل ، عاشوا
ثم صاروا حبّاته ، وعيونَهْ


* *


وتدور الأيامُ ، والركب ماضٍ
لا وقوفٌ ، لا لفتةٌ ، لا سكينهْ
خطوات من الأسى .. مثقلات
وأحاسيسُ بالضلوع سجينهْ
وإذ الأفق بالغريب لهيبُ
كيف – يا قطرة الندى – يطفئونهْ ؟
يصرخ السوطُ فى الظهور ،

وتطوى قدم الليل أرضهم .. مجنونهْ
وتُشق القناة .. القاعُ يدرى
كم به من جماجمٍ مدفونة ! !
والمياه التى بها قطراتُ
من دمٍ أهرق الرجال عيونَهْ
وإلى الشط ما يزال نشيدُ
يذكر البحرُ والفضاءُ رنينهْ
زاحفاً كالرياح تجتاح هولاً
واهناً كالمريض يخفى أنينهْ
وقَّعُوهُ تحيةً لليالى
ومضوا فى طريقهم ينشدونهْ
"
يا ضلالَ الموّال فى رحبة الوادى..

متى تهتدى القلوب الطعينهْ!"


"
إنها تحمل الحنين إلى الظلّ ،

وتشتم فى الهجير .. غصونهْ!"


"
وعلى النار ترقب النيل يجرى
وادعاً يملأ الصفاءُ جبينهْ"


"
واخضرار الحقول ، والبيدر الثَرَّ ،

وعرساً مع الحصاد ، وزينهْ "

 


آهِ يا دمعة تسيل على الخدّ ،

وتنساب فى التراب سخينهْ


إن بالمعول القديم عطاشاً
للأمانى ، وصرخةً مشحونهْ
* *

طلع الصبحُ ذات يومٍ على الركب ..
فحيَّته فى الوجوه ابتسامَهْ


عجباً .. كيف ذوّب الصَّدأ المعقود ،

وافترّ عن صبا ووسامهْ


واختفت من جبينه قَسمَاتٌ
كن يملأنه أسى وجهامهْ
ما لموّاله الحزين .. ترامى
ضاحك اللحن ، مرسلاً أنغامهْ
وعلى صدره العريض .. رجاء
كان بالأمس للقنوط علامَهْ
* *

آه يا نيل .. إنه جاء يبنى
حلم أيامه ، ويرفع هَامهْ


صاعداً صاعداً يبارِكه الله ،

فينهدّ كل صعب أمَامَهْ


التلال الصفراء ، والحَجَر الصوّان ، والموجُ : ثورة واحتدامهْ
فإذا ضمَّه الهجيرُ ..

توارى خلف تعريشةٍ ، وغنى غرامَهْ


الغدُ المورق الخصيب ..

وبيتٌ تلقط الحَبّ من ثراه حمامَهْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 10 يناير 2020 16:40