|
ثورة الإحساس
الشاعر :
الفراغ الرهيب ملءُ حياتِهْ
فارحمى شجوه ، وطول شكاتِهْ
إنه فى حماكِ يقتلع الطين ، ويمضى مخلفاً بصماتهْ
رافعاً للسماءِ قلباً كبيراً
يتهادى الخشوع من خفقاتهْ
ناسجاً تحت سُدّة العرش عشاً
ربما كان مسجداً لصلاتهْ
من ضلوع تيبَّست ، ورموش
أسقطتها الأحزانُ فى عبراتهْ
* *
ارحميه .. فقد تنازعت الأرض خطاه ، وضلَّلت نظراته
صار لا يعرف الطريق إلى الفجر ، وأضحى يتوه فى جنباته
كلما شفّ نهره كدّرته
قطرات ينبعن من رغباته
كلما صافح النجوم تهاوى
ساعداه .. لما يجول بذاته
من حنين إلى الثرى فى دماهُ
وعُطاشٍ إلى الدجى فى لهاته
الملهمة :
يا جناح الإنسان .. رفقاً بجسم
شدّه الطين ، واحتوى نزعاته
ثم ألقاه فى فراغ عميق
كلَّ يوم .. ينهار فى طبقاته
لم يزل هـــــــكذا .. يسير إلى القاع ، وروح السمو من غايــــــاته
تتراءى لعينه من بعيد
ثم تخفى على صدى عثراته
وَمْضَةً تعبر الفضاء ليبقى
غليان النيران فى زفراته
الشاعر :
تَعِسَ الجسم .. ما أردت علاه
فاسحقيه ، وبعثرى ذرّاتِهْ
يا رياح الفناء ثورى عليه
واطعَمى يا نسور كلَّ رفاته
لا تبقِّى .. فكله لعناتُ ُ
نؤْتُ من حمله ، ومن لعناته
واسطعى أنت .. يا مطهرَّة الروح عليه .. لتغسلى خطراته
ثم سيرى به .. إلى حيث يعلو
عن وحول الثرى ، وعن ظلماته
الملهمة :
لا تحلِّق .. فأنت للأرض – مهما صرت – قلب يعيــــــــــرها دقاته
فيداوى جراحها إن تنزّتْ
ويفدّى حياتها بحياته
قد تغنى لها .. وروحك باك
ما أجلّ الإنسان فى تضحياته !
قد يذوب الوجدان منك ، ويفنى
ما الذى تستفيده من ثباته ؟
ولقد تشهد النكير يدوّى
بعد هذا .. فلا تُصخْ لدعاته
الشاعر :
إيه يا غادتى .. حديثك صافٍ
فامنحينى الكثير من كلماتِهْ
وامسحى فوق مزهرى .. فسأمضى
عازفاً للوجود فى مأساته
ربمّا هزة الغناء ، فألقى
رمحه ، واستراح من طعناته
ربما اخضوضر السلام بجنبيه ، وعاد الندى إلى زهراته
يومها .. أعبر الطريق سعيداً
بسموّ الإنسان فى غاباته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
 |
