عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الماء في القرآن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 12 أبريل 2019 19:27

 

الماء فى القرآن

 

قديما توصل علماء الإغريق وفلاسفتهم إلى أن العناصر الأولية للكون بما فيه من الجماد والنبات والحيوان يتمثل فى الأربعة التالية : الماء  والنار والهواء والتراب . وقد تابعهم فى ذلك كل الفلاسفة الطبيعيين الذين جاءوا بعدهم .


ومن الحقائق التى توصل إليها العلماء المحدثون عن حقيقة الماء وأهميته للإنسان ذكروا أن الوحدة البسيطة للماء تتكون من ذرة أوكسيجين وذرتيْن من الهيدروجين . وأن الماء ينقسم بحسب مصدره إلى أنواع : ماء الأمطار وماء الأنهار وماء الآبار ، وأنقاها بالطبع هو الأول إذا لم يلوثه دخان المصانع . أما أهمية الماء للإنسان فتتمثل فى مدّه بالأوكسيجين اللازم لعملية التنفس ، كما أنه يمده بالكمية الضرورية لسلامة أعضائه (70% تتكون من الماء ، وهو فى الدم بنسبة 80% ، وفى المخ بنسبة 75% ، وفى الكبد بنسبة 96%) ، فضلا عن أن الماء هو الذى يحافظ على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال إفراز العرق ، كما يساعد على التمثيل الغذائى للدهون وتحويلها إلى طاقة للحركة والنشاط . وعموما فإن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون ماء أكثر من خمسة أيام .


فإذا قرأنا القرآن الكريم وتدبرنا آياته جيدا وجدنا أن الماء هو الأصل الذى نشأت وما زالت تنشأ منه سائر المخلوقات ، بل إنه سبق فى وجوده خلْق السماوات والأرض :


(وهو الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه)[7سورة هود]

ويذكر القرآن أن الله تعالى جعل من الماء كل شىءحى

(وجعلنا من الماء كل شىءحى)[30الأنبياء]


ويخص بالذكر كلا من الأنعام :

(والله خلق كل دابة من ماء)[45النور] ،

والإنسان (وهو الذى خلق من الماء بشرا)[54الفرقان]

والمقصود هنا هو آدم أبو البشر ، أما أبناؤه فيتم خلقهم من (ماء مهين) وهو المنىّ  :

(فلينظر الإنسان ممخلق . خلق من ماء دافق)[6 الطارق]

ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين)[8السجدة]


وبالنسبة إلى النبات ، فالماء أيضا هو الأصل :

(وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء)[99 الأنعام]

(وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم)[22 البقرة]

(هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر)[10 النحل]

 

وإذا كان من الطبيعى أن يخرج الماء من الأرض ، ولكن قدرة الله تعالى جعلته ينزل عليها من السماء ، فصار إحياء لها من حالة الجفاف والموت :


(وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها)[164 البقرة]

(والله نزل من السماء ماءفأحيا به الأرض بعد موتها)[65 النحل]

(وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت)[5 الحج]

(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فترى الأرض مخضرة)[63 الحج]

 

ويصف  القرآن الكريم هذا الماء  بأنه : سائغ للشرب ، ومبارك ، وطاهر فى نفسه، مطهّر للمؤمنين :

(وأسقيناكم ماء فراتا)[27 المرسلات]

(ونزلنا من السماء ماء مباركا)[9 ق]

(وأنزلنا من السماء ماء طهورا)[48 الفرقان]

(ونزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به)[11 الأنفال]


ومن الملاحظ أن الماء المنزل من السماء بإرادة الله تعالى يتحول بعد ذلك إلى أنهار وينابيع فى الأرض لكى تكون متاحة للأحياء على نحو مستمر فى الشرب والزراعة والتطهير ..إلخ


(أنزل من السماء فسالت ماء أودية بقدرها )[17 الرعد]

(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض)[21 الزمر]

ولو فكر الإنسان قليلا فى الأثر المتعدد والمتنوع للماء لأدرك دليلا واضحا على قدرة الله ، فالماء كما نعرف  (واحد) لكنه متعدد الآثار والنتائج :


(ألم تر أن الله أنزل  من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها)[27 فاطر]

(وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم)[10 لقمان]


وينبهنا القرآن  الكريم إلى أن الماء الذى ينزله الله تعالى من السماء إلى الأرض ليحييها من الموات ،  ويسقى بها الأحياء ، وينبت بها الزروع والنباتات التى تخرج لنا الثمار الت نتغذى بها ـــ إنما ينزل بالمقدار الذى تتطلبه الأرض ، ويحتاج إليه الإنسان :


(وأنزلنا من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم)[32 ابراهيم]

(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض)[48 المؤمنون]

(أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها)[17 الرعد]

(وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر)[12 القمر]


والقرآن الكريم يدعو الناس ليقتسموا الماء فيما بينهم ، بحيث لا يستأثر به البعض ، ويحرم منه آخرون :


(ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر)[28 القمر]


وكما يكون الماء من نعم الله الكبرى للأحياء عموما وللإنسان بصفة خاصة  ، فقد جعله الله  عقوبة للكافرين منهم ، كما وقع لقوم نوح ، عليه السلام ، حين كذّبوه ورفضوا دعوة التوحيد ، فجعل الماء يفيض من التنور (موقد النار) ! ثم ينتشر بعد ذلك ليغطى السهول والجبال ، ويصبح فيضانا يقضى على كل من رفضوا دعوة رسولهم الكريم .


وفى المقابل من هذا الطوفان المائى الذى أغرق الأرض فىزمن نوح ، عليه السلام ، فإن القرآن يحذرنا من إمساك الماء عنا ، وانعدام قدرتنا على استخراجه للاستفادة منه :


(قل أفرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمنيأتيكم بماء معين)[30 الملك] .


والقرآن الكريم  يذكّر الناس جميعا بأن الماء المنزل من السماء بقدرة الله تعالى وتقديره ينبغى أن يكون موضع نظر واعتبار ، ويكفى أن يفكر الإنسان فىأحد أمريْن :

ـــ أن يمسكه الله تعالى فيحرم منه االأرض والأحياء التى يعيشون عليها ،

ـــ أن يجعله أجاجا (مالحا) لا يصلح للشرب ولا للزرع  :


(أفرأيتم الماء الذى تشربون . أءنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو  نشاء لجعلناه أجاجا فلولا تشكرون)[68،69،70 الواقعة] .


الماء إذن آية من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته بالعباد وألوهيته . وعلى الإنسان الغافل عن هذه الآية  باعتبارها ظاهرة عادية تتكرر أمام عينيه أن يعيد النظر إليها ، والتفكير فيها ليدرك أن الله تعالى قد سخّرها لجميع الأحياء وفى مقدمتهم البشر .


وقد وصف القرآن الكريم الماء بعدة أوصاف طيبة ، ومنها :

ماء منهمر ـــ ماء معين ـــ  ماء غدقا ـــ ماء ثجّاجا ـــ ماء فراتا ـــ ماء طهورا ـــ

ماء واحد .


كما ورد وصفه أيضا بأوصاف مضادة مثل : أجاجا ـــ غوْرا ـــ وبالنسبة للمنىّ : ماء دافق ـــ ماء مهين .


أما الماء  فى جهنم فقد جاء وصفه كالتالى : ماء صديد ــ ماء حميما ــ ماء كالمهل .


ومما يذكره الله عن أهل النار فى بداية أمرهم أنهم يطلبون الماء من أهل الجنة ليرووا به عطاشهم ، فيجيبهم هؤلاء بأن الله قد حرّمه عليهم :


(ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم  الله قالوا إن الله حرّمهما على الكافرين)[50 الأعراف] .


أما نعيم أهل الجنة فقد قرنه الله تعالى فى الكثير من آيات القرآن الكريم بجنات (تجرى من تحتها الأنهار) . ومن المعروف  أن الماء فى النهر الجارى  يكون دائما صافيا ورائقا ، كما أن الصوت الصادر منه يكون ذا وقع طيب وجميل فى سمع الجالسين  حوله [ تراجع الآيات التى تذكر (جنات تجرى من تحتها الأنهار) فى المصحف ، والتى تبلغ حوالى أربعين آية) .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 20 ديسمبر 2019 14:57