عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ماسح الأحذية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 08 فبراير 2019 18:27

ماسح الأحذية

على مقعد خشبى صغير
صغير جدا
لا يكاد يتسع لشخص واحد
اتخذ مجلسه على الرصيف
وأمامه صندوق أكبر قليلا
يحتوى على بعض علب الورنيش ،
وفرشاة مستطيلة ،
وقطعة قماش متهرئة ، فقدت لونها
وراح ينظر كعادته إلى أقدام المارة
دون أن يرفع بصره إلى وجوههم
ـــــــــــــــــــ

وعندما يتقدم إليه واحد منهم
يضع حذاءه فوق الصندوق
من غير أن يطلب إليه ما ينبغى فعله
أما هو فإنه يعلم جيدا
ما ينبغى عمله
وعلى الفور يبدأ بتنظيف الحذاء بالقماشة
ثم يضع عليه لحْسة ورنيش
ويحرك عليها الفرشاة ذهابا وإيابا
بصورة آلية
حتى يبدأ جلد الحذاء فى اللمعان
عندئذ يدق بظهر الفرشاة على الصندوق
منبّها صاحبه لكى يسحب قدمه ،
ويضع الأخرى فى مكانها
وبعد إتمام العمل
يتلقى من صاحب الحذاء
ما يجود به عليه

دون أن ينظر فى مقدار المبلغ الضئيل
الذى يعطيه له
بل إنه فى كثير من الأحيان
يقبّـله بفمه ،
ثم يلمس به جبينه
قبل أن يُودعه فى أحد أدراج الصندوق
ــــــــــــــــ
أحيانا يمر عليه أكثر من زبون
وفى بعض الأحيان ،
قد يمضى اليوم بطوله
دون أن يمسح حذاء أو اثنين !
ــــــــــــــــــ
وقد رأيته أكثر من مرة ،
وعندما لا يكون لديه زبائن ،
يتجه نحو أقرب مقهى

ويجلس على الأرض
ثم يطلب من الجرسون كوب شاى بالحليب
ويظل يرشفه بهدوء
حتى ينتهى منه
ــــــــــــــــــــ
لم ألحظه أبدا يشكو، أو يتذمّــر ..
ويبدو أنه راض تماما عن حاله
ولا يتطلع لتغيير مهنته أو تطويرها .
وذات يوم سألته :
ـــ هل لديك أسرة ؟
ـــ الحمد لله :
زوجة وأربعة أبناء
ولدين وبنتين
ـــ وهل يذهبون إلى المدرسة ؟
ـــ طبعا يا بيه
ـــ وكيف حالهم ؟

ـــ بخير .. لكن ما يتعبنا
هى حاجتهم إلى الدروس الخصوصية
ثم أضاف :
مثل باقى زملائهم
وحضلرتك عارف حال التعليم !
وتجرأت قليلا ، فسألته :
ـــ وما رأيهم فى مهنة والدهم ؟
هنا تنهد طويلا ، ثم قال :
ـــ إنهم غير راضين عنها
لكن ماذا نفعل ؟!
إنها مصدر رزقنا
وأنا أصرف عليهم منها
وعلى فكرة ، أنا أقول لهم دائما :
حين تكبرون وتعملون
سوف أتوقف عنها تماما
حتى لا أسبب لكم أى إحراج ..

ــــــــــــــــ
أعجبت كثيرابحكمة الرجل ِِِ
كما دفعنى حديثه إلى أن أجزل له
أجر تلميع الحذاء بأكثر من المعتاد
وهنا رفع رأسه ، المتجه دائما نحو الأرض ،
وراح يدعو لى بسعة الرزق ،
وطول العمر
ـــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy