كتبها Administrator
|
الجمعة, 04 أكتوبر 2019 13:55 |
الصديق والعدو الصديق الحق .. هو الذى يظهر مكانى حين أنظر فى المرآة ! وهو الذى لا يشاركنى الطعام على المائدة فقط ، وإنما يكشف عن مروءته .. حين أسقط مريضا أو أدخل السجن .. وهو الذى يلتمس لأخطائى الأعذار ، ويذكرنى فى غيبتى بالخير .. أما العدو فهو المتربص أبدا .. يهاجمنى بالنهار ، ويحيك لى المصائب فى الليل . إنه الممتلئ حقدا ، وغلاًّ ، وحسدا .. يسوءه فرحى ، ويسعده انكسارى ! الصداقة من أعظم النعم الممنوحة للإنسان وهى التى تشيع فى نفسه الطمأنينة ، وتغمر قلبه بالسعادة ، وتملأ الحياة من حوله بالألوان بينما العداوة هى التى تبث الخوف فى القلب ، وتجعل الإنسان متوجسا طوال الوقت ، وتكاد تحيل حياته .. إلى عذاب دائم ! - لكن أين يعثر الإنسان على الصديق الحقيقى ؟ إنه كثيرا ما ينخدع فى الأصدقاء ! فهناك من يلبس رداء الصداقة ، وهو عدو كامن ! وهناك من يقترب كصديق من أجل المنفعة الحاضرة ، أو المستقبلة ! يقول فيكتور هيجو : نصف صديق يساوى نصف خائن ! ويقول مثل إغريقى : الذى يغير صداقته لك .. لم يكن قط صديقك ! ويقول مثل فرنسى : الأصدقاء ثلاثة : صديق يحبك ، وصديق لا يهمه أمرك ، وصديق يكرهك ! ومن العجيب والمؤسف معا أن الجراح الناجمة عن الصداقة قد تكون أشد إيلامًا من جراح الأعداء .. ولذلك قيل بحق : اللهم احفظنى من شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم ! وهذا لأن العدو ظاهر وواضح إنه كالأسد الذى يزمجر ويكشر عن أنيابه أما الصديق الخائن .. فهو مثل الحيّة التى تتلون بالخضرة وسط الأغصان !
|