كتبها Administrator
|
الجمعة, 04 أكتوبر 2019 13:34 |
الصواب والخطأ ثلاثة + أربعة = سبعة (صواب) أربعة + خمسة = ثمانية (خطأ) - ما الذى يجعلنا نقول ان الإجابة الأولى صواب والثانية خطأ ؟ لأن حساب الأرقام محدد ، وجدولها ثابت ، ونتائجها يعترف بها كل إنسان فى العالم ولا يستطيع أحد أن يعترض عليها أو يجادل فيها .. أما أحكامنا الأخرى على الأشياء ، والأفعال ، والآراء ، والأقوال .. فهى معرضة كلها للصواب والخطأ ! ونسبية كل منهما فأنا أستطيع أن أقول : إن رأيك خطأ .. هكذا بدون دليل ! وأحيانا أستدل على ما أقول بدليل قوى ؛ وأحيانا أخرى بأدلة عرجاء ! وأحيانا أنتصر عليك فى المناقشة بالغوغائية ، ورفع الصوت ، والتشويح بالأيدى ! وأحيانا أسكتك فلا أجعلك تدافع عن رأيك فضلا عن أن تقوله أصلا ! لهذا كله .. فإن الصواب والخطأ يظلان من الأمور المتأرجحة ويصدر عنهما الكثير من سوء الفهم ، والتنازع ، والتخاصم ، والشجار بل إنهما قد يكونان باعثا على الحروب بين الدول فكل بلد تزعم أنها على صواب والأخرى على خطأ .. ولا يوجد مَنْ يقرب بينها مسافات الخلاف أو يحسم مناطق النزاع ! فى بدء الخلق ، نازع إبليس رب العالمين فى مسألة السجود لآدم ورفض تنفيذ الأمر الإلهى زاعمًا أنه على صواب ومحتجا بأنه خُلق نار ، وآدم من تراب ، والنار أشرف من التراب ! وفى المدرسة لا يرضى بعض التلاميذ بالنتائج التى يضعها لهم المدرس زاعمين أنه قد ظلمهم حقوقهم وأن الإجابة تستحق درجة أعلى أما فى السوق فالبائع يعتقد أنه على صواب بينما يكاد يصرخ المشترى من الغبن الذى وقع به ! والحكومات تقول دائمًا إنها على صواب بينما تصر الشعوب من جانبها .. على العكس ! فأين الصواب وأين الخطأ ؟ ومن الذى يعطى لأهل كل منهما .. حقه ؟!
|