كتبها Administrator
|
الجمعة, 28 فبراير 2020 15:11 |
الليدي
ــــــــــــــــــــــــــــ كانت من أجمل فتيات الجامعة ، غزالا فى خطوتها ، ورزانا فى هيئتها وإذا تتحدث لا تنطق إلا بعض الكلماتْ ولذلك كنا ندعوها : ( الليدى ) ! لم يجرؤ أحد منا أن يقتحم خصوصيتها ، أو تدفعه الرغبة كى يتقرّب منها ولكم كنا نسمع عن خُطّاب كثْر ترفضهم ، وتظل كما هى شامخة ، تحجب عينيها نظارتُها السوداء وكتاب فى يدها لا نعرف ماذا يحوى .. هل هو شعر ، أم فلسفة ، أم فيض خواطر ؟ ــــــــــ ما كان لها إلا طالبة واحدة تجلس معها ، وتؤانسها وقليلا ما كانت تتحدث عنها .. معنا فإذا أقدمنا وسألناها : ــ لم هى صامتة أبدا ؟ كانت تبتسم ، وتعطينا أجوبة أخرى : ــ هى مثلا من عائلة كبرى ــ ولديها أكثر من خادمة ــ ولها فى البنك رصيد هائلْ فإذا قلنا : ــ هل هى مرتبطهْ ؟ قالت : ــ كانت تجربة فاشلة خرجت منها أقوى مما كانت ومضى الأمر ! ــــــــــ سنوات مرت .. وتخرجنا ، فتفرقنا ولأن الدنيا أصغر مما قد نتصورْ أصبحنا نتلاقى بالصدفة فى الشارع ، أو فى المقهى .. وجلسنا يوما نتحدث ونراجع ذكرى أيام الجامعة وندهش مما صار إليه الزملاء فـفلان ماتْ وفلان هاجرْ وفلان أصبح صاحب معرض سياراتْ ! وانبثق سؤال عن أخبار ( الليدى ) قيل : لقد ظلت رافضة كل الخُطّابْ حتى وقعت فى أسوأ زوج جرّدها من ثروتها ، وتزوج أخرى .. صُدمتْ ، ذبلتْ ، مرضتْ وهى اليوم تعانى البؤس ، وترعى خمسة أطفال ! ــــــــــــــــــــ
|
آخر تحديث الجمعة, 28 فبراير 2020 15:26 |