كتبها Administrator
|
الجمعة, 27 سبتمبر 2019 14:56 |
المستمع الساخر !
بدأت المحاضرة ، وكان الحضور أكثر مما توقع. راح يتحدث عن تاريخ المشكلة ، ويبين أبعادها على المستوى المحلى والعالمى ، ويذكر الإحصائيات ويعقد المقارنات ، والصمت يلف القاعة، والعيون شاخصة ، والإعجاب شديد . وفى لمحة خاطفة ، وجد شخصاً ينظر إليه باستخفاف. لم تعجبه النظرة، فتردد قليلاً ثم انطلق فى حديثه. لمحه مرة أخرى فوجده أكثر استخفافاً . أحس بالغيظ . كاد يتوقف ويأمره بالوقوف ليسأله عما لا يعجبه فى المحاضرة . لكن ما قيمة شخص واحد بينما الباقون معجبون ! فى المرة الثالثة وجده يبتسم من تأكيده على إحدى النقاط . لم يستطع أن يمسك نفسه ، فقال :
– إذا لم يكن ما أقوله حقيقة فإننى أتحدى مـن يعارضنى!
ذهل الجميع من هذا الاستطراد ، ونظر الحاضرون بعضهم لبعض . ازداد الرجل ابتساماً ساخراً فازداد المحاضر غضباً وانفعالاً . . صار ينظر فى أوراقه ، فلا يجد فيها ما يريد . بدأ يسمع همهمات بين الحاضرين ، بل إنه فوجئ بانصراف الصفوف الأخيرة.. أسرع بإنهاء المحاضرة، نظراً لارتباطه بموعد هام . صفق الحاضرون فيما عدا الرجل المبتسم بسخرية !
|